أخبارسياسية

وزير الخارجية السوداني لـ “المحقق”: لجنة تقصي الحقائق تسعى لفرض عقوبات على السودان كله

القاهرة – المحقق- صباح موسى

وصف وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض توصية بعثة تقصي الحقائق المدعومة من الأمم المتحدة بنشر قوة مستقلة ومحايدة بتفويض لحماية المدنيين في السودان بأنها دعوة حق أريد بها باطل.

وأبان عوض في تصريح خاص لموقع “المحقق” الإخباري إن هذه التوصية تمهيد لمشروع القرار المزمع وضعه على منضدة مجلس الأمن الأسبوع القادم، والمطروح من الولايات المتحدة الأمريكية، بغرض تسهيل الإغاثة وحمل السودان على قبوله بمفاوضات مفروضة، لافتاً إلى أن هذا القرار مدعوم بموقف بريطاني فرنسي لايرتقي للبعد الإنساني، وقال إنهم يذرفون دموع التماسيح، ويسعون إلى توسيع القرار الدولي 1591، موضحاً أن هذا القرار أطلقه مجلس الأمن عام 2004 في عهد النظام السابق بشأن دارفور والقاصر عليها، وهو يفرض عقوبات على الجهات التي تدعم الجيش السوداني والمتقاتلين من حركات التمرد في تلك الفترة، وأنه قرار مفروض على دارفور بموجب الفصل السابع.

وقال الوزير الآن مشروع القرار الذي تسعى إليه لجنة تقصي الحقائق، محاولة لفرض أمر واقع، بتوسيع ذلك التفويض وفرض عقوبات على السودان كله، تحت حماية ماتدعي زوراً وبهتاناً أنه لحماية المدنيين، مشدداً على أن حماية المدنيين تقتضي أن تقوم هذه البعثة وبريطانيا وفرنسا وحتى أمريكا بفرض عقوبات على الإمارات وضغطها، وقال إن الإمارات هي المعنية بمثل هذه القرارات لكي يُحمى المدنيون في السودان منها، فهي من خارج أفريقيا وتزود المليشيا بالأسلحة الفتاكة وتقضي وتهلك المواطن السوداني وتهجره وتدعي زورا وبهتانا أنها تحمي المدنيين.

واتهم وزير الخارجية الغرب بأنه يغطي على عورته، وبدلاً من أن يسمي الأشياء بأسمائها، ويتهم الإمارات صراحة، يرسل بعثة تقصي حقائق، مؤكداً أن حكومة السودان هي الأحرص على حماية مواطنيها، وأنها لا ترغب في أن تأتي بعثة حقائق تطالب بحماية المدنيين، وقال إن هذا واجب الحكومة الشرعي، وليست هذه الذئاب وعلى رأسها الذئب الإماراتي الذي يريد أن يقتنص فريسته من الشعب السوداني ومن السودان، ويرتكب جريمة حرق السودان وتشريد وتقتيل أهله تحت شعار الإغاثة، مضيفا أن الإمارات تتدخل في السودان، وأن الغرب رغم كل ماتفعله لايجرؤ على اتخاذ قرار لوقف دعمها للتمرد.

واعتبر الوزير اعتراض روسيا والصين على توصية لجنة تقصي الحقائق أنه يمثل الموقف الأخلاقي، وقال أنهما مدركتان أن السودان يتعرض لهجمة غربية شرسة تريد الفتك به وبشعبه، من أجل مصالح الدول الغربية، لهذا يصمتون عن إعتداء الإمارات وتمويلها للمليشيا المتمردة بالسلاح والمال، مضيفا كما أنهم لا يضغطون على الإمارات لإيقاف هذا التمادي في مساندة التمرد، رغم إدراكهم لخطورته على الشعب السوداني، مؤكدا أن الموقف الروسي والصيني يتفاعل مع الهم السوداني، وفي ضرورة وضع الأمور في نصابها الصحيح.

وقال عوض إن السودان يتعرض لهجمة شرسة من الخارج، وإن هذه المؤامرة غربية مفروضة عليه ورأس حربها الإمارات، والتي ترى من جانبها أن المتمرد الفاشل يمكن أن يسوق لها ما تريده، مضيفا أن موقف موسكو وبكين يتضامن ويتوازن مع مطلوبات الشعوب المضطهدة من هذه القوى الغربية والتي لا تريدهها أن تنال استقلالها الحقيقي، وتابع ولهذا تريد السودان ضعيفا ومقسما لكي تستفيد من موارده في المستقبل، وتريد المحافظة عليها بخلق فتن ومشاكل داخل السودان لكي ينشغل بها وتظل الموارد محفوظه لأجيالهم هم، مستدركا لكن القيادة في روسيا والصين تدرك هذه المعاني وتناضل من أجل الشعوب، وتلتقي سياستهم الخارجية مع سياسة عدم الإنحياز المستقلة التي تستند على الإرادة، وقال إن الدول الغربية لاتريد لهذه الشعوب أن تتحرر وتأخذ زمام أمرها بيدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى