حوارات
وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، د. أسامة حسن البطحاني لـ(المحقق): الأوقاف السودانية في المملكة العربية السعودية تستطيع أن تخفض تكلفة الحج

ارتفاع تكلفة الحج لأسباب من بينها أن هنالك خدمات مجانية أصبحت بمقابل الآن
تكلفة خدمات الحج بالسعودية أصبحت مرتفعة
واقع الأوقاف السودانية بالمملكة العربية السعودية مؤسف ومحزن
فقدنا ستة من أصل سبع مباني وقفية بسبب توسعة الحرمين والتطوير العمراني للمناطق
في كل عام يقبل الحجاج السودانيين على أداء شعيرة الحج بكثافة بيد أن هذا العام يبدو مختلفاً نظراً للأوضاع التي يواجهها السودان بسبب الحرب الدائرة بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع الأمر الذي أثر على كافة الأوضاع بالبلاد ولم يكن الحج استثناءً، عقبات وتحديات تواجه الحاج السودان منذ مغادرته منزله وتصاحبه حتى وصوله إليه مرة أخرى، هذه التحديات والمشاكل طرحناها على وزير الشؤون الدينية والأوقاف السوداني، د. أسامة حسن البطحاني فإلى ما أدلى به:
حوار – نازك شمام
– تحديات وصعوبات تواجه الحجاج السودانيين كل عام بدءاً من التكلفة وانتهاء بالصعوبات التي يواجهها الحجاج السودانيين في أداء المناسك من حيث بعد السكن والترحيل، هل يمكن أن نقول أن حج هذا العام سيكون مختلفاً؟
هناك صعوبات كبيرة وتحديات جمة واجهت الحجاج السودانيين منذ العام الماضي الذي اندلعت فيه الحرب وان كان في الموسم السابق 1444 هجرية كان الأمر أخف، باعتبار أن كثير من اجراءات الحج كانت قد اكتملت قبل شهر من اندلاع الحرب فكان نسبة كبيرة من الاجراءات اكثر من 80 بالمئة اكتملت لترتيبات واستعدادات الحج بخلاف هذا الموسم الذي تضاعفت فيه المعاناة وفيه تأثر كبير من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي القت بظلالها السالبة على كل مناحي الحياة ومن بين ذلك الترتيب لموسم حج 1445 هجرية، فهناك بعض الولايات خرجت وتأثرت بصورة كبيرة مثل ولاية الخرطوم وولاية الجزيرة وبعض ولايات دارفور إثر هذا الأمر، على مسألة ارتفاع التكلفة من جراء الحرب ومن الآثار الاقتصادية للحرب انخفاض قيمة الجنيه السوداني مقابل الريال السعودي وهنالك ايضاً أسباب لارتفاع التكلفة منها ارتفاع قيمة الخدمات التي كانت تقدم من المملكة العربية السعودية مجاناً كالتأشيرة مثلاً اصبحت لها مقابل مالي بالإضافة إلى أن بنك السودان ضاعف تحويلات الريال مقابل الجنيه للبعثة السودانية مما ضاعف من التكلفة مقارنة بالعام السابق بأكثر من 100 ريال زيادة وكان هذا له تأثير على التكلفة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطيران وتذاكر البواخر وهذه لا تدخل في الرسوم الإدارية التي تتقاضاها البعثة أو تحصل في السودان فارتفاع التكلفة لأن هذه الخدمات معظمها تقدم في المملكة العربية السعودية بقيمة عالية.
فيما يخص مسألة الترحيل إلى المشاعر ليس فيها إشكال وتم ترتيب هذا الأمر بصورة جيدة بعد توقيع عقودات الترحيل مع شركات النقل وهذا الأمر مرتب بصورة جيدة وأيضاً السكن فهو ليس بعيد من الحرم فحجاج السودان يسكنون في المنطقة المركزية سواء كان في مكه بالعزيزية والمسفلة وهي مواقع قريبة من الحرم وبالنسبة للحرم المدني أيضاً توفر للحجاج السودانيين مواقع قريبة من الحرم النبوي ولا يحتاجون الذهاب عن طريق وسائل النقل.
– بلغ عدد الحجاج لهذه العام عشرة آلاف حاج بسبب الظروف التي يعيشها السودان مقارنة مع الحصة البالغة 32 ألف، هل يمكن أن يعوض هذا الفارق في السنوات الأخرى؟
عدد حجاج السودان في هذا العام هو ثماني ألف حاج من القطاع العام والقطاع السياحي ستة ألف وخمسمائة من القطاع العام وألفين من القطاع السياحي والشركات ووكالات السياحة هذا العدد كان السبب فيه ارتفاع التكلفة وآثار الحرب وعدم استقرار الأوضاع الامنية في الطرق وأيضاً الآثار الاجتماعية المتعلقة أن بعض الحجاج السودانيين الذين أدوا فريضة الحج آثروا أن ينفقوا هذا العام صلة للأرحام ومواساة للفقراء والمتأثرين بالحرب في مراكز الإيواء وهذا أمر طيب وإن كان أثر في أعداد الحجاج حصة السودان حسب توجيهات منظمة منظمة المؤتمر الإسلامي التي تعطي ألف حاج مقابل مليون مواطن فعدد سكان السودان 32 مليون مواطن لذلك حصة السودان 32 ألف حاج ونحن لا نتوقع مع آثار الحرب التي لا تزال تلقي بظلالها على الأوضاع في السودان لا نتوقع أن تكون هنالك زيادة في الحصة ولكن مع المواسم القادمة ستتحسن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية نتوقع زيادة عدد الحجاج تدريجياً حتى تكتمل الحصة كاملة.
– في كل عام ترتفع تكلفة الحج في السودان نسبة للظروف الاقتصادية وانخفاض قيمة الجنيه أمام الريال السعودي، ألا يمكن أن تكون هنالك جهود مع المملكة العربية السعودية لنخفيض التكلفة حتى يستطيع أكبر عدد من السودانيين أداء الفريضة؟
المملكة العربية السعودية لها سياسات عامة في الحج تطبق على كل الدول ولها شركات خاصة تقوم بتقديم الخدمات للحجاج والمعتمرين ولها تكلفة محددة لا تستطيع المملكة التدخل وتخفيض هذه التكلفة وأسعارها ولكن هنالك عامل يمكن أن يكون له أثر في انخفاض تكلفة الحج في الأعوام السابقة وهو دعم الأوقاف السودانية بالمملكة العربية السعودية لخدمات الحجاج لأن هذه الأوقاف بالمملكة العربية السعودية شرط الوقف بوجه لصرف خدمات الحجاج والمعتمرين المتمثلة في الإسكان والإطعام أو الإعاشة والترحيل والنقل بين المشاعر المقدسة، ولكن نحن نعلم الواقع المحزن والمؤسف لهذه الأوقاف بالمملكة العربية السعودية هذه الأوقاف أغلبها أوقاف حكومية تتبع لحكومة السودان وهي حوالي سبع أوقاف أُزيلت منها ست أوقاف بعضها دخولها ضمن توسعة الحرمين، ومنها ما أزيل بسبب محاربة السكن العشوائي أو تطوير العمران في جدة وفي مكة وفي مبنى القنصلية السودانية في جدة في حي الثعالب وهناك وقف واحد من الأوقاف السودانية وهذه الأوقاف يمكن أن تكون سكناً للحجاج السودانيين وتساهم في خفض التكلفة المالية هذا هو العامل المؤثر والمهم في خفض التكلفة ولذلك نحن نسعى لتحسين هذه الأوقاف وتطويرها وبدأنا خطوات في هذا الطريق.
– وهل هناك ولايات لم تتمكن من تفويج حجاجها لهذا العام ؟
هنالك بعض الولايات التي كان عدد حجاجها قليل مقارنة بالأعوام السابقة مثل ولاية الخرطوم التي تأثرت بالأوضاع الأمنية كذلك ولاية الجزيرة وولايات دارفور وكردفان لكن بحمد الله معظم ولايات السودان منها حجاج. صحيح أن هنالك حجاج تعرضوا لكثير من المعاناة مثل حجاج غرب دارفور سافروا عن طريق تشاد ووصلوا إلى الأراضي المقدسة وهنالك حجاج من شمال دارفور عددهم حوالي مائتي حاج تعرضوا لمعاناة كبيرة في الوصول عبر الصحراء من شمال دارفور إلى كردفان واستخدموا الجرارات أحياناً حتى الوصول إلى الدبة ثم الوصول إلى ولاية نهر النيل ثم سواكن وبحمدالله وصلوا بسلامة وإن كانوا قد عانوا معاناة كبيرة في الوصول للأراضي المقدسة.
– ماذا تم بشأن الحجاج السودانيين في مصر هل تم معالجة أمر عودتهم لمصر مع السفارة ووزارة الخارجية المصرية؟
منذ وقت مبكر قمنا بإجراء اتصالات عن طريق وزارة الخارجية وسفارة السودان بمصر والسفارة المصرية ببورتسودان للترتيب لعودة الحجاج السودانيين إلى مصر والاجراءات الهجرية في عدم منحهم التأشيرة للعودة لمصر كان الإشكال يتمثل في هذا الأمر، والحمدلله حتى اطلعنا القيادة نائب رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء للقيام بالاتصال لترتيب هذا الأمر وتذليله والحمدلله هنالك خطوات كبيرة وهنالك لجان شكلت لهذا الغرض وتسير الأمور بصورة طيبة من أجل عودة السودانيين من مصر إلى مصر بعد أداء فريضة الحج.