رأي

يا عدالة السودان أقدلي وابشري

دكتور محمد حسن محجوب

عاش العالم بأجمعه أمس الخميس ساعات فارقة في تاريخ العدالة الدولية وهى تلك التي تحدّث فيها السودان.. والعالم ينصت باهتمام.

‏ اليوم كتب ⁧‫السودان‬⁩ سطراً جديداً في تاريخ الدبلوماسية الدولية عندما قال وزير العدل

“لن ننسى، ولن نسامح، ولن نصمت.”

‏سطرٌ عبارات جديدة فى مناهج الدبلوماسية الدولية سيُدرّس يومًا ما في مدارس الدبلوماسية الدولية، وقد اندهش ممثلو دول العالم كيف وقف بلد منكوب، يقاوم عدوانًا داخليًا وخارجيًا، أمام بلد من دول العالم القوية وقال الحقيقة كاملةً أمام محكمة العالم.

‏في محكمة العدل الدولية، لم يكن حديث ممثل السودان حدثا فقط مثل مايتحدث ممثلو الدول فى جلسات سابقة، بل كان حديث أوجاع الملايين ودماء الأبرياء تسطر فى كلمات الورق . في لحظة تاريخية نادرة، ولأول مرة ارتفع صوت السودان عاليًا في وجه دولةٍ ظالمة ظنّت أن المال والسلاح مايزالان هما العملة التى تحكم العالم وأن أصحاب المال يمكن أن يطمسوا الحقائق ويجعلوها لصالحهم.

‏وقف ممثل حكومة السودان اليوم أمام قضاة محكمة العدل الدولية لا ليطلب شيئًا لنفسه، بل ليطالب باسم شعب بأكمله، بحق الحياة والعدالة والكرامة، في مواجهة دويلة مارقة ارتكبت المجازر بأدوات المرتزقة،

‏إنها لحظة تاريخية تُسجّل كمعركة كرامة دولية بحروف من نور في كتاب نضال شعبنا، لا تقل شرفًا عن معركة الكرامة الداخلية التي يخوضها جنودنا البواسل وأبناء شعبنا على الأرض.

 

‏نعم، لقد سُمِّيت دويلة ⁧‫الإمارات ‬⁩ بالاسم، ولأول مرة في محفل قانوني دولي، كدولة متواطئة ومشاركة في الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق شعبنا في غرب دارفور، وخاصة ضد قبيلة المساليت،‏⁧‫ مما وضع الإمارات ‬⁩ في قفص الاتهام بسبب شراكتها الدموية في حرب الإبادة والإهلاك والتدمير والتهجير.

إن ‏جلسة الأمس، العاشر من أبريل، كانت مفاجئة للعالم في كيف استطاع هذا البلد الضعيف المتهالك بحربه التي تجري، أن يصمد أمام دويلة الشر التي تعتقد دول في العالم أنها من الأقوياء، لكننا وتأكيدا لما ظللنا نقول به لفترات طويلة أن

‏الإمارات دولة شر لم تكن داعمة للسلام في السودان، بل شريكة فعلية في جريمة حرب القتل والإغتصاب والتهجير والتدمير والإهلاك. تموّل، وتسلّح، وتغذي ماكينة الموت.

بعشرات الرحلات الجوية من أبوظبي إلى شرق تشاد، مستودعات سلاح تحت غطاء “المستشفى الميداني”، رفضٌ متكرر لدخول الصليب الأحمر، ومساعدات “إنسانية” تُسفك بها دماء السودانيين.

و‏الدعم اللوجستي المباشر لقوات الدعم السريع الذى كان العمود الفقري لإبادة جماعية استهدفت شعب المساليت وغيرهم من الأبرياء

‏إدانة صريحة من قلب المؤسسات الدولية

‏اليوم، لم تتحدث الخرطوم وحدها. بل تحدثت عواصم دول العالم كلها بلسان الدهشة ..

‏مصادر الأمم المتحدة، وتقارير لجنة الخبراء التابعة لمجلس الأمن، وشهادات استخباراتية موثقة، أجمعت على أن ما يحدث في دارفور – خاصة في الجنينة والفاشر – هو إبادة جماعية مكتملة الأركان، تستخدم فيها الإمارات المرتزقة والسلاح كأدوات لتدمير مكوّنات سودانية محددة عرقياً.

‏السودان لم يلجأ إلى المحكمة من باب السياسة أو المناكفة، بل لأن هناك مجازر حدثت، وهناك من دعمها وموّلها وسلّحها.

‏لأن من ماتوا في الجنينة ليسوا أرقامًا، بل بشرٌ لهم وجوه وأسماء وأحلام دُفنت مع أجسادهم المحروقة.

إن ‏الصمت لم يعد خياراً بعد الآن، فى مجال الدبلوماسية الدولية والمحاسبة لابد أن تطال

‏كل الدول مهما كان حجمها و التي تزايد بشعارات حقوق الإنسان كذبا وبهتانا وعليها أن تختار: ‏إما الوقوف مع الضحية، أو التواطؤ مع الجلاد.

‏وعلى الإعلام العالمي أن يفيق من غيبوبته الانتقائية، فليس من الأخلاق ولا القانون أن يُغضّ الطرف عن دولةٍ تغسل يديها من دماء الأبرياء تحت شعارات زائفة.

‏هذه ليست معركة سودانية فقط، بل معركة عالمية ضد الإفلات من العقاب

‏سنكتب عن كل جلسة، كل كلمة، وسنوثّق للأجيال القادمة أن هذا الشعب لم يصمت، وأنه وقف في وجه الظلم، مسلّحًا بالحقيقة والعدالة

‏وسينتصر بإذن الله، بنصرٍ من عند الله، كما نصر جيشنا وشعبنا في معركة الأرض، سينصرنا في معركة العدالة ولانملك إلا أن نقول للعدالة السودانية أقدلي ولأرباب العدالة السودانية أبشروا بالخير فإن شمس النصر قد لاحت فى سماء العدالة والإنصاف.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى