بمشاركة مشاهير سودانيين .. منظمة إسرائيلية تروج للتطبيع بتمويل إماراتي

المحقق – وكالات
وجه سودانيون عبر وسائل التواصل الاجتماعي انتقادات حادة لمنظمة إسرائيلية المنشأ مقرها لندن، وتضم في عضوتها العشرات من الشخصيات من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينهم عدد مقدر من السودانيين.
واتهم مدونون سودانيون منظمة “مينا 2050” بأنها إحدى أزرع دولة الإمارات التي تعمل لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمجتمعات العربية، ووصفوا المنظمة بأنها تنفذ سياسات تهدف لتغيير المنطقة لمصلحة مشروع عالمي معاد للإسلام، قالوا إن الإمارات تقوده بالتنسيق مع إسرائيل.
وانصبت انتقادات المدونين السودانيين على مشاركة أفراد سودانيين معروفين من بينهم وزيرة سابقة ودبلوماسي معروف، ضمن فريق عمل منظمة مينا 2050 جنبا إلى أكاديميين إسرائيليين، وهي ربما المرة الأولى التي يتم الإعلان عن مشروع مشترك بهذه المشاركة الكبيرة.
وتضم منظمة مينا 2050 في عضويتها وزيرة الرياضة السودانية في حكومة عبد الله حمدوك السابقة ولاء البوشي، والناطق السابق باسم الخارجية السودانية حيدر بدوي، والمهدي حبيب السنوسي، ومحمد أبو بكر، وسلوى كامل دلالة، وتيسير مصطفى، وآمنة بخيت، وآخرين.
ومن بين أعضاء منظمة مينا ال 108 يمكن رصد 35 من الإسرائيليين، وغالبية البقية من السودان والإمارات والمغرب بالإضافة لقليلين من دول أخرى. وقال مدونون سودانيون إن سجلات المنظمة تشير إلى أن السودانيين فيها تم ضمهم في الفترة التي أعقبت اندلاع حرب أبريل 2023.
فما هي منظمة مينا 2050 ومن يقف خلفا؟
العقل المدبر لمنظمة ميتا 2050 هو رجل مجتمع المخابرات الإسرائيلي والضابط المتقاعد إيلي بار-أون الذي كان مستشارا للجيش الإسرائيلي، وهو صاحب إحدى شركات التقنية في تل أبيب، بالإضافة لعلاقاته القوية بالجيش الإسرائيلي والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية.
وتقف خلف المنظمة الأكاديمية وجوه عربية من الصحفيين والناشطين المعروفين بدعمهم لمشروع التطبيع العربي مع إسرائيل، ومن بين الأسماء المشاركة في منظمة ميتا 2050 الناشطة الإماراتية ابتسام الكتبي، التي أثارت الجدل مؤخرا بدفاعها عن التدخل الإماراتي في السودان واتهام أبو ظبي بدعم قوات الدعم السريع المتمردة ، حيث تحدثت عن “حماية مصالح الإمارات في السودان”، حسب ما أدلت به في مقابلة فيديو منشورة.
ومن بين الأسماء التي وردت في ملف تعريف المنظمة لدى السلطات البريطانية كمسؤولين عن المنظمة الصحفي السعودي عبد العزيز الخميس، وهو رئيس تحرير سابق لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، وقد واجه انتقادات بسبب تصريحاته التي اعتبرها مدونون عرب داعمة لإسرائيل ومعادية للقضية الفلسطينية. ومن بين المسؤولين عن المنظمة في بريطانيا أيضا الصحفية والناشطة السعودية نجاح العتيبي، و رافائيل لوزون رئيس اتحاد اليهود الليبيين.
وتضم المنظمة من بين أعضائها المغربية حكيمة الحيطي، وهي مختصة في مجال البيئة، والطبيب المصري …
ويشير الموقع إلى أن كثيرين من منسوبي المنظمة من مزدوجي الجنسية وغالبا ما يتم تقديم جنسياتهم غير العربية في ملفات تعريفهم في سجلات المنظمة الرسمية.
وتضع المنظمة عنوانا لها في المملكة المتحدة هو 5Brayford Square London E1 0SG, UK.
وتفيد تقارير صحفية أن التمويل الأساسي للمنظمة والمبالغ المالية التي تدفع كنفقات للأعضاء أتى من الإمارات، عبر تيسير من مشاركين إماراتيين، وبتنسيق مع جهات بريطانية، من بينها مراكز لوبي يهودية في لندن.
وفي موقعها الإلكتروني تقدم المنظمة نفسها بأنها مهتمة بتغيير منطقة الشرق الأوسط، وتقول: “التقينا عبر الإنترنت، وفي العديد من ورش العمل التي عقدت شخصيا في المنطقة، شارك فيها الأعضاء آمالهم ومخاوفهم، واتفق على توحيد الجهود لتشكيل منصة إقليمية لتعزيز التعاون الإقليمي والأمل ووضع تصريح ورؤية مشتركين للمنطقة لعام 2050، للوصول لخطوات ملموسة لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال المقبلة. رؤيتنا على 20 مجالا (مثل الرعاية الصحية، وتغيير المناخ، والأمن الغذائي والمائي، والتعليم، والإعلام، وعلي تقديم مشاريع لتحويل المنطقة من خلال تنمية إقليمية واسعة.”
ومؤسس المنظمة بار أون هو إبن لأب وأم من يهود العراق هاجرا إلى إسرائيل. ويقول عن منظمة مينا 2050 :” “لقد أنشأنا هذا التحالف بهدف قيادة تحالف من المعتدلين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وإعطاء صوت للأشخاص الذين يريدون قيادة معركة ضد التطرف في المنطقة والتعاون الإقليمي في مجالات تغيير المناخ والطاقة والتعليم وتمكين المرأة”.