الأمين العام لتنسيقية شرق السودان مبارك النور للمحقق: آبي أحمد جاء إلى بورتسودان لأن الحرب في طريقها إلى أثيوبيا (1)

مثلت زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد إلى بورتسودان بولاية البحر الأحمر وإجرائه مباحثات ثنائية مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان تحولا كبيرا في موقف أثيوبيا مع السودان ، وأثارت جدلا واسعا حول أسباب الزيارة وتوقيتها.
وكالة المحقق الإخبارية جلست مع الأمين العام لتنسيقية شرق السودان – تتكون من مؤتمر البجا برئاسة الناظر محمد أحمد ترك وكيانات سياسية ومجتمعية في القضراف وكسلا وبورتسودان – والنائب البرلماني السابق عن دائرة الفشقة مبارك النور عبدالله الذي ولد في العام 1976 بمنطقة قرية الصوفي بالفشقة بولاية القضارف، ودرس كل مراحله التعلمية بالقضارف وتخرج من كلية الشريعة والقانون، لتضع أمامه هذه الأسئلة وتخرج منه بهذه الإجابات:
حوار – طلال إسماعيل
* كيف تنظر إلى زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد ألى بورتسودان؟
– مرحب بك ومرحب بكل القراء، زيارة رئيس الوزراء الاثيوبي إلى بورتسودان هي زيارة مفاجئة للواقع، ومن المؤكد بأن هذه الزيارة سبقها عمل ، وليس محض الصدفة كما يتوقع الآخرين، رئيس الوزراء الاثيوبي كان في الفترات السابقة رأيه مغاير تماما، ويمكن أدلى بتصريحات معلومة للجميع بأنه غير معترف بالحكومة في بورتسودان، لكن حصلت متغيرات في المشهد الاقليمي والدولي، ويمكن الحرب الآن بعد أكثر من عام ونصف تمضي إلى النهايات، لكن أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي، فمجيئه الآن هو فتح جديد للسودان وفتح جديد لاثيوبيا.
اثيوبيا دولة جارة وتتطلب المسألة أن تكون في علاقات حسن الجواروتبادل مصالح مشتركة، في الفترة الماضية تضررت الدولتين تضرر الشعب الاثيوبي وتضرر الشعب السوداني، آبي أحمد احتضن هذه الميليشيا المتمردة وأعوانها وحاضنتها السياسية، ولكن الآن نأمل أن تغلق أمامها الابواب، وينظر الرئيسان لمصلحة البلدين وبالتأكيد هنالك اتفاق خاصة وأن السيد الرئيس آبي أحمد استقبل استقبال كبير، ويمكن الشيء اللافت للنظر أن البرهان وآبي أحمد كانا في العربة لوحدهما كرئيسين، فهذا يدل على أن هنالك شيء غير مرئي بالنسبة للشعب السوداني و الاعلام و كثير من الناس.
لكن هذا يدل على أن هنالك اتفاق وعهد جديد بين الرئيسين. هذا يدل على انه هنالك التقدم في العلاقات واغلاق للباب في أثيوبيا أمام من يسمون أنفسهم ” بتقدم”.
* مقاطعا له: أنت ذكرت بأن هنالك عمل تم قبل هذه الزيارة والبعض كما ذكرت كانت مفاجأة له، ما هي العوامل التي ادت الى هذا التغيير في الموقف من قبل رئيس الوزراء الأثيوبي؟
– هنالك متغيرات في الواقع، يمكن نحن نرى أن الحرب تضررت منها الدولتين، هنالك منافع مشتركة بين الدولتين، هنالك قضايا معلقة بين الدولتين، هنالك حروب هنا وهنالك، حتى داخل اثيوبيا في حرب الفانو وفي حرب التيغراي، هنالك الكثير من المهددات الامنية في الحدود، وكذلك السودان هنالك مهددات، لكن الآن في السودان الحرب إلى نهايتها، وتأكد لأبي أحمد والذين يقفون مع هذه الميليشيا بان الحرب في نهايتها وأن الجيش لا محالة منتصر.
وتأكد لرئيس الوزراء الاثيوبي أن هذه الميليشيا تقوم بهذه الحرب ضد الشعب السوداني وليس ضد الحكومة، وليست المقصود منها انقلاب، وانما المقصود منها التغيير ديموغرافي وكثير من الاشياء، ويمكن لاحظ رئيس الوزراء الأثيوبي ما فعلته هذه الميليشيا في السودان من تدمير البنية التحتية، من اغتصاب للحرائر، من نهب لممتلكات المواطنيين من تدمير للأعيان المدنية من تدمير لدور الوثائق والمتاحف، ومن النهب والسلب وتشريد المواطنيين من ديارهم في الخرطوم وفي المدن الاخرى في الجزيرة وفي دارفور، ومن الجرائم الكبيرة التي يندي لها الجبين التي ارتكبتها هذه الميليشيا. وايضا تأكد لرئيس الوزراء الأثيوبي انها حرب ضد الشعب السوداني وحرب جلب لها المرتزقة من كل الدول بما فيهم اثيوبيا، وجنوب السودان وتشاد وغيرها، فتأكد له تماما ان هذه الحرب اذا استمرت في السودان بهذه الصورة لن تسلم اثيوبيا، ولذلك تدارك في الوقت الحالي، وتأكد تماما أن تداعيات هذه الحرب في السودان ستكون على دول الجوار مزعجة وخطيرة.
كل ذلك هو الذي دعا رئيس الوزراء الأثيوبي للمجيء إلى بورتسودان، لكن سبقت هذه الزيارة عمل دبلوماسي كبير، وعمل امني كبير وعمل سياسي كبير، هنالك عدد من الفاعلين غير المرئيين لنا اشتغلوا في هذا الملف.
لابد من علاقات حسن جوار مع اثيوبيا ومع كل دول الجوار، نحن نريد أن تكون اثيوبيا دولة صديقة نتبادل معها المنافع ونتبادل المصالح.
*كيف كان تأثير الحرب في السودان على دولتي ارتيريا و اثيوبيا؟
– اثيوبيا بالتحديد عندها معارضة شرسة جدا ويمكن الان في نذر بتاعت مواجهة بين الحكومة الاثيوبية والمليشيات في إقليمي الامهر والتغراي في الحدود المتاخمة للسودان ويمكن هذا الذي ازعج الرئيس الاثيوبي، وجعله يأتي للسودان، قطعا الحرب الآن في طريقها إلى الحدود الاثيوبية، من سنار إلى الحدود الاثيوبية، و من القضارف إلى الحدود الاثيوبية، من النيل الازرق إلى الحدود الاثيوبية، وهذا الحرب اذا تمددت ستتمدد في هذه المنطقة، عشان كده اذا الحدود هنا مضطربة أكيد الاضطراب هيزيد داخل اثيوبيا، وسيكوم من السهل جدا انك تأتي بسلاح، ومن السهل جدا انك تجد بيئة تؤثر بها في المنطقة الحدودية لهذه الدول الثلاث، اثوبيا وارتريا والسودان، الواقع ينذر بشر مستطير في هذه المنطقة، لذلك رئيس الوزراء الأثيوبي اتخذ الموقف الصحيح في هذه المرحلة لكي يطفئ النيران هنا وهناك.