رأي

أنفاس وأقباس

بين مزيقيلة وقندال.. ساء بالجنجويد المآل

اخترت هذا العنوان، (بين مزيقيلة وقندال)،، للرمزية التي تحملها هاتان القريتان، التأريخيتان، الواقعتان في (جنوب جنوب الجزيرة)، في مجلس ريفي ود الحدادا ،، المسمى الذي اختاره الراحل جعفر محمد علي بخيت عراب تجربة الحكم الإقليمي في السودان،، للمناطق الأقل مساحة وكثافة سكانية،، مما كان يطلق عليها (مجالس المناطق).. وهي التدرج، الذي يديره الضباط الإداريون الاكفاء ذووا التجربة والخبرة،، أيام كانت للضباط الاداريين دولتهم، ولنظار الإدارة الأهلية وعمدها هيبتهم، ولأهالي المجالس الريفية ومجالس المناطق همتهم ومبادراتهم في شتى شؤون الحياة وضروبها.

أقول قولي هذا .. في هذا اليوم الثامن من ديسمبر،، معتزاً ومفتخرا،، مرفوع الرأس، بتضامن أهلنا في محليتي ود الحداد و الحاج عبد الله وهم يضربون أروع الأمثال، في الصمود والتضحية والصبر، والثقة واليقين الراسخ عندهم، في نصر الله المبين،، وتسابقهم وإقدامهم في إكرام كل من التجأوا إليهم فارين من غدر وصلف وظلم الجنجويد..
الذين أذاقوهم مر الانتهاك، وبؤس المذلة..

استباحوا المتاجر والمزارع،، ونهبوا البيوت،، وصادروا،، الجرارات والسيارات، وعطلوا الإنتاج باستيلائهم وتمركزهم في أهم وأشهر طلمبتين للري في مشروع الجزيرة.. هما طلمبتا (مزيقيلة وقندال.) اللتين زينت عنوان مقالي هذا باسميهما الخادين..

لقد حملت ساعات صباح اليوم الثامن من ديسمبر 2024 ،،لأهل السودان أجمعين وأهل الجزيرة،،، بشري اقتحام جيش السودان البطل، لمناطق جنوب جزيرتنا، المنتجة المعطاءة، المعروفة بمواقف رجالها، وهمة شبابها، ووطنية نساءها، واسهام وإحسان اعيانها. ورموزها..

هم كما عهدناهم،، قوم للوطن، كل الوطن، لا تنال من قيمهم جهوية أو حزبية أو اثنية. يتمددون بلا حدود.. عطاءاً واسهاماً تاريخياً متواترا في تعزيز إقتصاد الوطن، بجميع صنوف الانتاج، الزراعي، مرويا، مطريا وبستانيا..تمتد قراهم وبلداتهم على شريط الأزرق الدفاق، ينتجون ويحصدون ويتصدقون وينفقون.. وقد سعت مليشيا الغدر والخيانة لأن تجردهم من هذه القيم،، التي عرفوا بها،، ونشأوا عليها وأورثونا تمثلها والتحلي بها..

التحية للسودان أولا،، باسترداد أرضكم ودياركم ومرافقكم ومنشآتكم أيها الكرام..، ودحر من غدروا بكم.. ولكم .. أيها الكرام.. من ديم المشايخة، مرورا بقندال، و ود الحداد وفارس ومزيقيلة، إلى الحاج عبد الله حتى البرياب.. وهنيئا لكم.. بدحر الجنجويد وطرد جيوبهم من دياركم العزيزة الطاهرة.
والله اكبر والعزة لله والوطن
وسأعود..

محسوبكم/ الطيب قسم السيد قندال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى