
القاهرة – المحقق
نظمت جمعية إسناد لدعم المتضررين بالحروب والكوارث بالتعاون مع معتمدية اللاجئين اليوم (الخميس) حلقة نقاش بعنوان “قضايا العودة الطوعية و دور الدولة ومؤسسات المجتمع المدني”، وذلك بمقر الجمعية بالقاهرة.
تحدث في بداية الحلقة النقاشية مساعد معتمد اللاجئين لولاية الخرطوم والولايات الشمالية، الأستاذ الصادق سليمان، حيث عرض أشكال وآليات العودة الطوعية والإطار القانوني المنظم للعودة والذي يقوم على إتفاق بين الأطراف الثلاثة المعنية بتنظيم العودة الطوعية وهي البلد المضيف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والبلد الأصل، كما عرض مبادئ العودة ومراحل وطبيعة الإجراءات المطلوبة في كل مرحلة، وعرض كذلك أدوار ومسؤوليات الجهات المعنية بالعودة.
وأشار الأستاذ الصادق سليمان إلى أن هنالك حقوقاً للاجئين إذا ما رغبوا في العودة طواعية لبلدهم الأصل، يجب أن تضمنها لهم المفوضية السامية وبلد اللجوء والبلد الأصل، وتمتد من فترة التسجيل الطوعي إلى ما بعد عودة اللاجئي إلى المكان الذي قرر أن يعود إليه داخل بلده، وهي حقوق لا ينبغي أن تضيع بسبب إستعجال العودة أو بطء الإجراءات الرسمية.
وتحدثت في الحلقة النقاشية رئيس مجلس إدارة جمعية “إسناد” الأستاذة أميرة الفاضل، حيث عرضت الأدوار التي يمكن أن تقوم بها المنظمات الطوعية ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك منظمات الأمم المتحدة، وأشارت إلى تجارب سابقة ، كانت هي طرفاُ أساسياً فيها، جرى فيها التنسيق بين الأمم المتحدة وأطراف أخرى معنية، كما في حالة عودة مواطني جنوب السودان عقب الانفصال في 2011 أو عودة المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم الأصل من ليبيا في 2017
وتطرق المتحدثون في النقاش إلى أهمية التوعية والإرشاد لرفع الوعي وسط المهاجرين و اللاجئين بحقوقهم، وإلى أهمية أن يقوم الذين سجلوا أسماءهم لدى المفوضية السامية بإغلاق ملفاتهم في حالة العودة التلقائية، غير المنظمة، حتى لا يتسبب لهم ذلك بعرقلة سفرهم إلى خارج السودان لاحقاً.
شارك في النقاش كل من الدكتور عمار زكريا والدكتور عادل عبد العزيز والأستاذة أمل أبو القاسم والأستاذ صلاح عمر الشيخ والأستاذ السماني عوض الله والعميد شرطة م عمر عثمان الذي سبق وأن أعد كتيباً بعنوان “دليل العودةالآمنة”، كما شاركت عدد من مسؤولات الملفات بجمعية إسناد.
وخلص النقاش المستفض إلى أن قضية عودة السودانيين الذين شردتهم الحرب من خارج السودان أو داخله، إلى ديارهم قضية جوهرية ينبغي أن توضع في مصاف قضايا الأمن القومي، وأنه على الدولة السودانية التي شكلت لجنة عليا لهذا الغرض أن تسرع من أعمالها لمواكبة الأعداد الكبيرة التي بدأت بالفعل في عودة طوعية غير منظمة، كما خلص المتحدثون إلى أهمية التوعية المصاحبة لهذه الخطوات والدور الذي يفترض أن تلعلبه وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في هذا الصدد، وضرورة تنسيق الأدوار بين منظمات الأمم المتحدة وحكومة السودان وحكومات الدول التي لجأ إليها سودانيون وأبدوا رغبتهم في العودة إلى ديارهم