تقارير

ترحيل اللاجئين من الخرطوم إلى معسكرات أكثر أماناً: خطوة إنسانية بإشراف السلطات ودعم الشركاء

الخرطوم – المحقق 

في ظل الأزمة الإنسانية المتفاقمة التي فرضتها الحرب المستمرة في السودان، بدأت السلطات السودانية، خلال الأيام الماضية، تنفيذ عملية منظمة لترحيل اللاجئين الأجانب من ولاية الخرطوم إلى معسكرات أكثر أمنًا في عدد من الولايات الأخرى، وذلك استجابة للوضع الطارئ الذي طالما عانى منه اللاجئون على مدى نحو  عامين.

انسحاب المنظمات وغياب الخدمات 

منذ اندلاع الحرب، في  منتصف أبريل 2023 انسحبت معظم المنظمات الإنسانية الدولية من ولاية الخرطوم نتيجة تدهور الوضع الأمني، ما أدى إلى انقطاع كامل للخدمات التي كانت تقدَّم للاجئين. ووجد الآلاف من اللاجئين أنفسهم بلا حماية أو دعم، يسكنون في أبنية غير مكتملة أو مهدّمة، دون مياه أو غذاء أو رعاية صحية، وسط غياب تام لأي استجابة إنسانية منظمة.

وقد استغلت مليشيا الدعم السريع المتمردة هذه الأوضاع فأغرت بعض اللاجئين من الرجال للانخراط في صفوفها، الأمر الذي جعل من هؤلاء مهدداً أمنياً، وبطبيعة الحال رفع عنهم صفة اللجوء.

مخاطبة الجهات المسؤولة وتنظيم الترحيل

واستنادًا إلى هذا الواقع، قامت سلطات ولاية الخرطوم بمخاطبة كل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) ومعتمدية شؤون اللاجئين، باعتبارهما الجهات المعنية مباشرةً بأوضاع اللاجئين، وأخطرتهما رسميًا بقرارها  ترحيل اللاجئين من الخرطوم، موضحة الأسباب الأمنية والإنسانية التي استدعت هذا الإجراء.

وتمت عملية الترحيل بإشراف مباشر من السلطات وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين، حيث جرى تصنيف اللاجئين حسب جنسياتهم، وتنظيم تحركهم نحو المعسكرات المخصصة لهم في ولايات مثل النيل الأبيض، القضارف، وكسلا.

دعم لوجستي ومرافقة طبية وأمنية

وفّرت السلطات في نقاط الترحيل مساعدات غذائية تم توزيعها للاجئين قبل انطلاقهم، ليأخذوها معهم خلال الرحلة. كما تم تخصيص عربات لنقل ممتلكاتهم الشخصية بدعم من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تأكيدًا على أهمية الحفاظ على كرامة اللاجئين وحقوقهم.

ولضمان سلامتهم، رافقت القوافل قوات أمنية، وعربة إسعاف، ونقطة طبية متنقلة، لضمان الحماية والرعاية الصحية طوال الطريق، في خطوة تعكس اهتمامًا ملحوظًا بتفاصيل الترحيل وظروفه الإنسانية.

شكر وتقدير لسلطات الولايات

وفي هذا السياق، لا بد من الإشادة بجهود سلطات الولايات التي استقبلت اللاجئين، وحرصها الواضح على التعامل مع القضية من منطلق إنساني ومسؤول. فقد أظهرت هذه السلطات تفهّمًا عميقًا لمعاناة المستضعفين، وبذلت جهودًا مقدّرة في الاستعداد لاستقبالهم، ما ساهم في إنجاح عملية الترحيل وتخفيف المعاناة عن فئة هشة تعرّضت للإهمال.

نحو استجابة أكثر شمولاً

تأتي هذه الخطوة لتُبرز أهمية التنسيق بين السلطات الوطنية والشركاء الدوليين في ظل الأزمات، وتؤكد على ضرورة استمرار الدعم الإنساني للاجئين في المعسكرات، بما يضمن حياتهم الكريمة إلى حين تحسن الظروف وتهيئة العودة الطوعية الآمنة لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى