رأي

إني أتهم!!

د. نجلاء حسين المكابرابي

أتهم هذه الأوضاع الإجتماعية الحاضرة بأنها قوى فشل الأمة السودانية عن الاستقرار والأمان والبناء والتنمية، وأنها تشيع فيها روح الخوف وتقعدها عن العمل وتؤدي بها إلى الضعف في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية والتي تتزايد يوماً بعد يوم إلى أن صارت حرباً.

إن أرضنا بكر تستطيع أن تنتج أضعاف ما ينتجه كثير من دول العالم، وهي تمتلك موارد طبيعية وبشرية ضخمة يطمع بها الآخرون.

أتهم هذه الأوضاع الاجتماعية وهي تنتج لنا تيارات سياسية فاشلة، كادت أن تودي بالحياة السودانية إلى الزوال من خلال تدخلات خارجية تطمع في النيل من البلاد، وأنتجت المسرحية الأمريكية التي ظهرت الآن بثوب الوساطة لوقف الدعم اللوجستي للدعم السريع باسم الإنسانية وحماية المدنيين!!

أتهم الأوضاع الاجتماعية التي أنتجت جماعات خائنة للدين والوطن وهي تجوب المطارات لبيع السودان باسم وقف الحرب، وتمارس ضياع هيبة الوطن وعزته وأمنه القومي في ظل جيش عمره مائة عام استطاع الآن أن يكبد الجنجويد وتقدم الهزائم والتقزم حتى على مستوي جلسات مجلس الأمن الدولي وجلسته الأخيرة بإدانة الدعم السريع واتفاق كل أعضائه علي ذلك.

أتهم هذه الأوضاع الاجتماعية بأنها خرّجت علماء وخبراء ومختصين سودانيين لم يستطيعوا أن يشرحوا ويحللوا المشكل السوداني بعمق ودقة ويقدموا الحلول في ظل أكبر المهددات والتحديات الراهنة وهي الحرب.

أتهم الأوضاع الاجتماعية وهي تفتح ذراعيها لأصحاب الاستثمارات الأجنبية والمنظمات الدخيلة باسم الإنسانية دون ضبط لذلك وقوانين تحمي الأرض السودانية من السلب والنهب عبر الحدود.

هذه الأوضاع القائمة إلى زوال حتماً، ومفترق طرق لوجود تحول كبير لإنسان السودان الصابر والمجاهد والمكافح والمتصدي لكل التحديات والمضحي بروحه ودمه من أجل الوطن الحبيب ويكتبون علي الأرض الطاهرة اسمهم من ذهب ومسك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى