أخبارسياسية

مصدر دبلوماسي يكشف لـ”المحقق” كواليس مؤتمر لندن ويقول: الإمارات أفشلت المؤتمر والخلاف كان حول الحفاظ على المؤسسات السودانية

القاهرة – المحقق- صباح موسى
أوضح مصدر دبلوماسي سوداني أن وفداً رسمياً بريطانياً يزور بورتسودان اليوم “الخميس” لنقل مادار في مؤتمر لندن للحكومة السودانية.

وقال المصدر في تصريحات خاصة لموقع “المحقق” الإخباري إن الخلاف في المؤتمر كان حول مسألة محددة، وهي أن الدول العربية بقيادة مصر كانت مصرة على ضرورة النص بالحفاظ على المؤسسات الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية، مبيناً أن الإمارات كانت هي الدولة الوحيدة التي اعترضت على ذلك، وأن كل الدول المشاركة بما فيها بريطانيا كانت مع التوجه العربي، مضيفاً أن هذا الخلاف كان مبدأ أساسياً من الصعوبة التخلي عنه، وأنه لابد من النص عليه بعبارات واضحة.

وأبان المصدر أن لجنة الإتصال التي لم تجد قبولاً ولا اتفاقاً حولها، كانت محاولة لإقامة مجموعة عمل بإيعاز من مجموعات خفية، مشيرا إلى مقال للدكتور عبد الله حمدوك مؤخرا نُشر في “الفايننشال تايمز” تضمن هذه الأفكار، وقال المصدر إن أفكار حمدوك في المقال قبل المؤتمر كطرف سوداني غير رسمي يروج لها، موضحا أنه كانت هناك مسودة يتم التداول حولها منذ بداية الشهر الجاري بها هذه الأفكار والتي أوصت بمجموعة العمل وخطتها والتي تم رفضها بالمؤتمر، وقال إن الغرض من هذه المجموعة كان الالتفاف بإقامة منابر ومنصات بديلة عن المنظمات الإقليمية والدولية المعترف بها كالأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي والجامعة العربية، لافتاً إلى أنها كانت محاولة للإلتفاف على الشرعية الدولية القائمة، وإلى أنها كانت آلية خطيرة للدولة المضيفة صاحبة القلم في مجلس الأمن.

وأكد المصدر أن “لجنة الاتصال” كانت نوعاً من أشكال الوصاية الدولية تتجاوز المؤسسات الدولية، وأن السودان دولة مستقلة ولا يمكن القبول بذلك.

وأشار المصدر إلى أن الخطأ الأساسي في المؤتمر كان عدم دعوة السودان، وقال إنه في الوقت الذي تمت فيه دعوة دول معتدية ومتورطة في الحرب وليس لها مصلحة في الاستقرار لم يدع السودان، مضيفا أن مبرراتهم بأن دعوة السودان كانت تستوجب دعوة الدعم السريع، وهي أيضاً مردود عليها، متسائلاُ هل يتم دعوة حركة الشباب المجاهدين في الصومال عند مناقشة الأزمة الصومالية؟ منوهاً إلى أن مافعلته مليشيا الدعم السريع من تخريب وتدمير وتشريد وقتل في السودان أفظع بكثير مما حدث في الصومال، مضيفاً أن الهجوم على معسكر زمزم وضرب الأماكن الحيوية بالسودان من قبل مليشيا الدعم السريع بالتزامن مع انعقاد المؤتمر يعطي إشارة إلى أن لدى المليشيا تطمينات بأنه لن يتم إدانة هذه الانتهاكات المشينة، وتابع أن هذه الأعمال إرهابية، وفيها استخفاف لأنها تأتي في وقت ينعقد فيه مؤتمر دولي لحكومات ومنظمات دولية واقليمية معروفة.

ولفت المصدر إلى أن دعوة جيران السودان للمؤتمر كان به انتقائية، متسائلا لماذا لم تدع أريتريا، وماهو الداعي لدعوة دولة مثل الإمارات وهي متورطة في الحرب، وقال هل هذا تشجيع ومكافأة للإمارات التي تغذي الحرب وتمد المليشيا بالأسلحة والعتاد، مؤكدا أن الذي أفشل المؤتمر هو وجود الإمارات، وقال إن ماتم ترويجه بأن هناك خلاف عربي غير صحيح، وأن كل الدول العربية التي شاركت إضافة إلى الجامعة العربية كانت على موقف واحد مع الدولة السودانية ومؤسساتها بخلاف موقف الإمارات، وحتى الدول الأخرى المشاركة بما فيها بريطانيا نفسها كانت مع الموقف العربي الموحد.

وأوضح المصدر بأنه كان هناك اتصال بين المبعوث البريطاني والقيادة السودانية حول المؤتمر، وأن رد القيادة كان أن السودان لا يحتاج لمزيد من المؤتمرات، وأن هناك أطرافاً تغذي الحرب وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ موقفا بالضغط على هذه الأطراف وادانتها، وإن ذلك ما يحتاجه السودان، مشيرا إلى أن ماجاء في نهاية المؤتمر به نقاط إيجابية لصالح السودان، لكنه يحتاج لكثير من الدراسة، داعيا الحكومة البريطانية والدول الغربية لمراجعة مواقفها في التعامل مع القضية السودانية، وقال إن استبعاد السودان من هذه المؤتمرات والتعويل على الدول الضالعة في الحرب هو سبب فشلها وقد ثبت ذلك بالتجربة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى