
حاورته صباح موسى
بعد هزائمهم المتوالية، تواصل مليشيا الدعم السريع ارتكاب الجرائم البشعة في الحرب، وتحول الميدان إلى ساحة انتقام من تدمير للمنشآت المدنية وقتل للأبرياء العزل، وتبذل كل ما في إمكانها وإمكان داعميها للسيطرة على الفاشر بكل السبل، حتى يتسنى لها أن تشكل حكومتها المزعومة، وفي نفس الوقت تقف الدفاعات المستميتة للجيش والقوات المشتركة والمستنفرين حائط صد منيع أمام تحقيق هذا الهدف، في وقت تعد فيه القوات المسلحة العدة والعتاد والخطط لفك الحصار عن مدينة الفاشر وتحرير باقي ولايات دارفور..
وللوقوف عن على آخر مستجدات الأوضاع العسكرية والسياسية بالسودان، التقينا مستشار رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور عبد العزيز عشر والذي تحدث معنا عن مجمل القضايا، بجانب الرد على الاتهامات التي توجه للعدل والمساواة، وتوضيح موقف الحركة من هذه الاتهامات… وفيما يلي نص الحوار:
بداية… ماتعليقك على مذبحة الصالحة التي قتلت فيها مليشيا الدعم السريع العشرات من المدنين بينهم أطفال؟
هذا جزء من السلوك المتكرر للمليشيا، فكم المذابح التي ارتكبوها في حق الشعب السوداني كبيرة، والمليشيا حولت الحرب إلى ممارسات إنتقامية، وذلك لأن قواتها البربرية والمستأجرين لم يتمكنوا من الوصول لأي هدف عسكري، لذلك لجأوا إلى ضرب وتدمير المنشآت الحيوية وقتل المواطنين العزل من الأبرياء، وهذا سلوك بائس، ولم يتبق لهم سوى جيوب سيتم تنظيفها.
المليشيا تريد إطالة أمد الحرب بممارسات إنتقامية
كيف ذلك؟.. والمليشيا الآن تمتلك مسيرات استراتيجية تستطيع أن تضرب أهدافاً مهمة بعيدة المدى؟
هم الآن تحولوا من الحرب التقليدية بإمكانات ضخمة، إلى هذا الأسلوب، وهو أمر يؤكد دعم الذين يقفون خلفهم، ولكنه البديل الأخير، هم يريدون إطالة أمد الحرب، وفي تقديري أن الاجتياح الشامل الذي يتم الآن سيصل إلى مرحلة يصعب معها استخدام هذه المسيرات، وسنرى من أي دولة تنطلق هذه المسيرات.
حديثك يتوافق مع حديث الفريق البرهان بأننا لن نسمع عن هذه المسيرات قريباً.. هل هناك خطة لاستيراد أسلحة أكثر تطوراً؟
من حق السودان أن يستورد أسلحة ومعدات وتكنولوجيا للدفاع عن نفسه، وأؤكد أن المليشيا إلى زوال ، بإذن الله، عما قريب وستنظف باقي الجيوب الموجودة بها.
أي جيوب؟… هم مازالوا يسيطرون على أربع ولايات من دارفور ويحاصرون الفاشر ومناطق في كردفان؟
لا يسيطرون على دارفور، يسيطرون على مناطق معينة بها، استغلوا حصار الفاشر، وهذا لا يعبر عن سيطرة، فنحن نسيطر على الصحراء وشمال دارفور، وشمال الجنينة إلى الحدود الليبية، ولا يوجد لهم وجود بهذه المناطق، لديهم وجود فقط في بعض المدن الكبيرة كالضعين ونيالا وزالنجي، ونحن نعلم ذلك وهم يعلمونه أيضا، وسوف ننجح في طردهم من الفاشر وماحولها.
لديهم حكومة موازية سيشكلونها قريبا؟
ليس هناك فرصة لحكومة موازية لمجموعة ليس لديها شرعية، وليس لها وجود حقيقي، إنها مجرد مجموعات تنفذ أجندات معادية للسودان، حتى المواطنين هربوا من مناطقهم.
مليشيا الدعم السريع لا تسيطر في دارفور وليس هناك فرصة لحكومة موازية
هناك اتهامات كثيرة لحركة العدل والمساواة تتمحور حول كونها تريد ثمن مشاركتها في الحرب ربما بنصيب أكبر في السلطة؟
العدل والمساواة حركة سياسية، فما العيب في ذلك، فهذا برنامج الحركة، تعالج قضايا السودان ولديها مشروع سياسي ، والذين يتهمون الحركة يخشون من مستقبلها، فلدينا مشروع متكامل ورؤية لكل القضايا المطروحة، والحركة ماضية إلى أن تتحول لحزب سياسي كبير يشمل كل السودانيين، بعد أن تدمج قواتها في القوات المسلحة، أما مشاركتنا في الحرب فهذا واجب وطني وتاريخي، أما الذين يدبرون حملة ضدنا في الخفاء يريدون التشكيك في أهداف مشاركتنا في الحرب، وعندما صرحت بأن قواتنا هي الأكبر في الحرب بعد الجيش كنت أرد على هذه الإتهامات، وسنظل في هذا الموقف حتى هزيمة المليشيا، وسيتم دمج قواتنا بالجيش ونتحول إلى حزب سياسي.
وماذا عن اتهامات أن قادة الحركة وعلى رأسهم دكتور جبريل إبراهيم يسافرون خارج السودان ولا يتواجدون على أرض الميدان؟
دكتور جبريل وزير مالية وقائد سياسي وهو الآن في واشنطن يفاوض البنك الدولي نيابة عن السودان، ويسعى لمعالجة القضايا الإقتصادية، وتوفير الموارد والمعدات، واذا لم يفعل جبريل ذلك سيحتجون أيضا ويقولون أنه لم يقم بواجبه، جبريل ليس قائد عسكري فقط، لدينا قادة عسكريون في الميدان، ونحن قادة سياسيون، ومع ذلك جهز جبريل القوات لفك الحصار عن الفاشر، ومن غير المستغرب أن تشكك مجموعات المليشيا في دورنا وهذا واضح ومعلوم لدينا، ونحن نتناوب في الميدان نخرج ونعود إليه، وهناك جهات بعينها تشترك في الحملة ضدنا ، نعلمها ونعلم دوافعها.
من هذه الجهات؟
المليشيا وشركاؤها في العمل السياسي، وبعض المجموعات السياسية الصغيرة الموجودة في السودان، وتنطلق من منطلق الغيرة والخوف من مستقبل الحركة السياسي، ومجموعات أخرى تجدنا مبادرين في كل الجوانب، بمبادرات سياسية وإنسانية وعودة للنازحين، ولنا سهم ضخم في الميدان العسكري والتنفيذي بقيادة رئيس الحركة صاحب فكرة العاصمة البديلة في الحرب، فهناك قوى تخشى من هذا البروز للحركة، ندرك بواعثهم لهذا الخوف ونتعامل معه بهدوء.
العدل والمساواة حركة سياسية ولا يعيبها التفكير في السلطة
ماتقيمك للحوار السوداني – السوداني ولماذا انتهى الزخم حوله مؤخراً وهل ترى له أهمية في زمن الحرب؟
أعتقد أن الحوار السوداني السوداني مهم، فهو يضع تصوراً شاملاً فيما يتصل برؤية مابعد الحرب، طبيعي أن يكون صوت المعركة هو الأعلى الآن، لكن مهم أن نضع الخطط، ولابد من تصور سياسي، لأن الأزمة في الأصل سياسية، ولابد من مشروع سياسي لإدارة الفترة الإنتقالية وإعادة الإعمار والتنمية ومعاش الناس، ولابد من تصور عن المرحلة الإنتقالية وشكل الحكومة فيها وبرنامجها وكيف يتم تشكيلها وكيف يتم الإنتقال والتصورات التي تعالج القضايا العالقة التي ظلت مزمنة، فلا يعقل أن ننتظر بذلك حتى تنتهي الحرب، وقتها سنواجه وضعاً شائكاً إذا لم نكن مستعدين له، التصورات جاهزة الآن، وطبيعي أن يقل الزخم السياسي بسبب تصاعد الحرب وتطوراتها، لكن وجود تصور ورؤية واضحة أمر مفيد.
هل يمكن أن نحدد زمناً لنهاية الحرب؟
من الصعب تحديد وقت بعينه لانتهاء الحرب، ولكن أستطيع أن أقول أن نهاية الحرب وشيكة، وهناك واقع جديد وأمل في نهاية الأزمة وبداية مستقبل جديد، وهذا يتطلب نسيان الشكليات والتحول إلى رؤية جديدة في مستوى تضحيات الشعب السوداني وتطلعه لمستقبل أفضل.
نهاية الحرب وشيكة ولا يوجد عاقل يبني مستقبله مع التمرد
من تخاطب بنسيان الشكليات؟
أخاطب المجموعات التي تدعم القوات المسلحة والتي تغرق في شكليات بسيطة.
وماذا تقول للمجموعات التي تقف بجانب الدعم السريع؟
أقول لهم بأنهم يسيرون في طريق مغلق، وأن نهاية هذا الطريق ليست بعيدة، وعليهم أن يجربوا السير في هذا الطريق ليروا النهاية قريباً. المليشيا إلى زوال وكل يوم تتناقص مثل كرة الثلج، ولا يوجد عاقل يبني مستقبله السياسي معها، كل يوم المليشيا ترتكب جرائم بشعة، وكل يوم هناك إدانات دولية ضدها، جميعهم مستقبلهم مماثل، هذه المجموعات ذهبوا مع المليشيا لمصالح شخصية ومؤقتة، لكنهم راهنوا على تقديرات خاطئة.