رئيس الوزراء … ملاحظات و مخاوف

راشد عبد الرحيم
ظهر السيد رئيس الوزاء الجديد الدكتور كامل إدريس في أول أيامه بما يليق برئيس وزراء و ما يتطلبه من (كاريزما) مهمة بعد مظهر مهتز لمن سبقه في الموقع.
وصل سيادته علي متن خطوط سوادنية مستقبلا من قبل الطاقم بالورود و بعد أن بدأت الرحلة نهض من مقعده و صافح كل ركاب الطائرة بيده ثم أهدى الورود لأطفال من الركاب.
لدي هبوطه خر ساجداً معبراً عن حبه للأرض التي حل بها وهو في موقع مسؤولية رفيع.
في أداء القسم نسي واحدة من الكلمات المهمة و هو يردده بعد تلاوته من أمين عام مجلس السيادة و هي (مسؤوليات) و النص قرن الواجبات بالمسؤوليات كما وردت في القسم كلمة ب (شفافية) و هي كلمة قد تناسب لغة المقالات و ليس لغة القانون القاطعة و المحددة، و تلاحظ أنها كلمة ترد كثيراً في أحاديثه .
وردت تأكيدات في القسم تشير إلي الميثاق الموقع قبل تغييرات أكتوبر و نهاية عهد حمدوك و نحن نعيش مرحلة تحولت فيها قوى الحرية و التغيير إلي موقف غير متوافق مع تطلعات الشعب السوداني بل هو أقرب لمليشيا الدعم السريع، و نحن في حرب كرامة لا بد معها من موقف قوي من هذه القوى و هو ما عبر عنه مراراً السيد رئيس مجلس السيادة .
أول نشاطاته إلتقي المبعوث السويسري للقرن الأفريقي و من هنا تبرز بعضاً من المخاوف حول توقعات أدائه لعمله .
معلوم أن السيد كامل إدريس كان غالب عمله و وجوده في سويسرا و مطلوب من الرجل في عمله أن تتسع دائرة نظره و ألا ترتبط بسيرته و علاقاته الشخصية.
شاهدت مقطعاً له يتحدث بالإنجليزية و ينطق اسمه (كميل) و كأنما يتوسل به لتحسين علاقاته بالخارج و نحن في مرحلة علي المسؤولين فيها أن يكون تعاملهم الخارجي و خاصة مع الغرب بقدر كبير من الاعتداد و ليس التودد الذي يبلغ حد تغيير منطوق الإسم.
السيد رئيس الوزراء ظل مرتبطاً بالسودان إبان عمله الطويل في الخارج و لم ينقطع عن التواصل مع أهله و القوى السياسية المختلفة و التي يسجل له فيها سعيه لمصالحات بين قواها المختلفة.
وجد تعيين رئيس الوزراء ترحيباً دولياً و إقليمياً سيساعده كثيراً في مهامه و ذات الترحاب وجده من قوي داخلية.
من تاريخه و أول يومين منه يمكن أن تحدد سمات المرحلة القادمة التي يرجى منه فيها أن ينجزها و هي تأكيد الرابط القوي مع عامة الناس و السعي في شأنهم بمعالجة مخلفات الحرب و المساهمة في تخفيف ما وجدوه من عنت و مشقة في المعيشة و انفلات الأمن و ضعف الخدمات خاصة المياه و الكهرباء خاصة في الخرطوم صاحبة النصيب الأكثر من الخراب الذي أحدثه التمرد.
معركة الكرامة من حقها علاقات خارجية بكرامة و اعتداد و أحلاف مع القوى الدولية التي تحقق أهدافنا بما تحدده الدولة من أطر علاقات خارجية .
أمل جديد نأمل أن يوافيه السيد رئيس الوزراء و الذي سعى للمنصب من قبل كثيراً و ذاك من حقه، و حقنا عليه أن يكون عالماُ تماماً بمطلوبات الشعب السوداني من رئيس الوزراء الجديد .