رأي

أنفاس وأقباس

هذا المقال

كعادته الحميدة ،ظل يخصني الأستاذ الإذاعي والصحفي الضليع والكاتب والمحلل السياسي، دكتور عبد العظيم عوض، في الخاص، ببعض مقالاته، التي هي في انحياز مستديم للوطن وهموم وقضايا وتطلعات الناس بل المجتمع السوداني،في جميع المجالات والضروب، المبشر منها والمقلق وماهو في خانة المآسي والكروب.

استوقفني في فجر الثامن عشر من ديسمبر، وهو اليوم الذي يسبق اليوم التاسع عشر من ذات الشهر ، وهو تأريخ جلسة برلمان العام 1955م التي شهدت إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان كاملاً غير منقوص بتوافق الحركتين الاتحادية والاستقلالية.

استوقفني، مقال الأستاذ عبد العظيم عوض، الراتب فجر أمس، وهو الميقات الذي درجتُ على الكتابة والاطلاع ابانه، ونتبادل خلاله أحيانا التعليق، على ما نكتب نحن ويسطره آخرون من الزملاء، قبل انتشار ما أعددنا، بنشره على النطاق الأوسع ، عبر المنصات والمواقع، ومجموعات الأصدقاء والزملاء والاتراب.

أما الموضوع المهم ذو الأبعاد والنقاط التي بنى الأستاذ عبد العظيم متنه عليها، وأشار عنوانه، ومهدت مقدمته، وخلصت خاتمته على توصيفها، هو أن ما أجاد استاذي عبد العظيم، وأحسن صياغه حول حقيقة ما تناوله، من سرد وعرض وتحليل، فقد شكل لدي، بواقعية سرده، والنبرة التي ظللت صياغته، ما يشبه السيناريو المحكم الإعداد والترتيب، المبني على حقائق ومعلومات، واستنتاجات وخلاصات.. فشعرت بل أيقنت فعلا أنني أتابع، تفاصيل مأساة شعب غدر به، وجيل من الشباب خدع، وحفن من بني الجلدة مارست على شعبنا وشبابنا، على وجه الخصوص، ما أطلق عليه بعض الناشطين، في زخم تلك (الفورة) التي أطلق عليها البعض عنوان (الثورة) وهي كما تفضل الاستاذ عبد العظيم، (الفعلة)، التي أوردتنا، مهالك ما نحن وبلادنا عليه الآن، من ظلم، واجتياح، وانتهاك، وتنكيل وتهجير..

أطلق البعض على حالة (الالتفاف) التي سعت لجعله أمراً واقعاً، عبارة ، الاستهبال السياسي، أي التضليل القياسي، عبر مكونات وهمية، وشعارات كاذبة، أدرك شبابنا خواءها وهراءها، بعد أن بلغ المخطط الدولي ذاك، المدبر بعناية وإحكام ..من قبل أطراف دولية واقليمية، وعبر سفراء وسفارات دول كبرى، وأخرى وضيعة قبلت وارتضت لعب دور الوكالة في إنزال وتنزيل ما حل بدولتنا وشعبنا، من مؤامرة نعيش الآن، ونتأذى بفصلها الأخير، وهو كما تفضل أستاذي عبد العظيم، الحرب المفروضة علينا الآن، والتي من أسبابها التسليم، والتهويم مع ما أحكم ترتيبه المتسلقون يعاونهم المبعثون الدوليون، وسفراء بعض الدول الكبرى والدويلات، الشريرة الطامعة العاقة الناكرة لأفضال شعبنا عليها في محيطينا العربي، والأفريقي وجوارينا المثيلين. فحدث للناس والوطن، ومكونات الدولة ومرافقها ومؤسساتها ما آل إليه الحال الآن، و ما لحق بدولتنا وشعبها من عدوان سافر واستهداف غادر، كانت محصلته هذه الفصول الظالمة المظلمة، التي نتلظى بجحيم مراراتها، وتكاد بلادنا تتشظى لفداحتها، أرضاً وشعباً، مؤسسات وبنيات، ومكونات.

والمدهش والمحزن والمبكي في وقت معا، أن ما أصاب بلادنا، من مأساة تنوعت فصولها وتمددت ويلاتها، كان جراء ذلك الحراك المصنوع، في النصف الثاني من ديسمبر في العام 2019م،، إذ حل بنا عبر، ما سماه الضالعون في سرقته، وخداع الناس بأنه، ثورة من أجل الحرية والسلام والعدالة، جرت فصوله كما تفضل أستاذي عبد العظيم عوض، في النصف الثاني من ديسمبر، الذي شهد في ذات التوقيت، من العام 1955م. أشهر و أطهر اتفاق و أعظم إجماع بين الحركتين الإتحادية والاستقلالية، على تجاوز خلافاتهم حكومة ومعارضة، ليعلن الزعيم الوطني الراحل إسماعيل الأزهري رحمه الله، باسمهم جميعاً في جلسة برلمان تلك الفترة، استقلال السودان كاملا غير منقوص في جلسة الأثنين التاسع عشر من ديسمبر 1955م، من داخل البرلمان، الذي اعقبه في الأول من يناير من العام 1956 إنزال العلمين الإنجليزي والمصري ، ورفع علم السودان، بألوانه الثلاثة الزاهية، (الأخضر والأصفر والأزرق).

اللهم وحدك أنت العالم بما صرنا إليه، وما هو مقدر لنا في قادم أيامنا .. اللهم ألطف بنا، في قضائك، وأمنا في أوطاننا وأنفسنا وأهلنا، وذرياتنا، وأموالنا وبيوتنا، باسمك الذي لا يضر مع اسمه شئ في الأرض ولا في السماء، فأنت ربنا السميع العليم.. اللهم أنصر جيشنا وسدد رمينا، ورد كيد المعتدين، اللهم أحصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى