
داكار – المحقق – وكالات
تزايد الاستياء في السنغال، في المنطقة التي تعمل فيها شركة (عمليات الساحل العظيم -Grande Côte Opérations-GCO)، والتي تعود 90% من أسهمها إلى شركة التعدين الفرنسية (إراميت -Eramet) ، بينما تمتلك السنغال 10% المتبقية.
فقد اشتكى البستانيون الذين يعيشون بالقرب من المنجم المتنقل، من فقدان أراضيهم الزراعية وقالوا إن التعويضات التي منحت لهم منخفضة للغاية مما يصعب معه سهولة عمل منجم الزركون على ساحل المحيط الأطلسي، وهو المنجم الذي يرجع تأريخه إلى العام 2014م.
ونشرت وكالة أنباء السنغال (أداكار – كوم) تقريراً قالت فيه إن تعدين الزركون يؤثر سلباً على البيئة، لأن المنجم يمر فوق القرى ومناطق الحقول البستانية ، وسيتعين على رواد المخيمات خاصة بصحراء لومبول السياحية حزم أمتعتهم والمغادرة للسماح للحفارة العائمة بالمرور إلى المنجم.
وأخذ الأهالي ينظمون وقفات احتجاجية كلما مرت بهم الشاحنات في طريقها إلى المنجم، ويرفعون أصواتهم ساخطين في وجه شركة (إراميت) لتعدين الزركون ويرددون “إيراميت، هذا يكفي”.
ويرى المحتجون أن التعويضات كانت أقل بكثير من قيمة حقولهم التي تمت مصادرتها لصالح نشاط الشركة، “ألف دولار للهكتار”بالإضافة إلى أن عدد الشباب من أبناء المنطقة الذن يعملون في المنجم قليل جدا مقارنة بالعدد الكلي للعاملين به (2000 شخص).
وتنفي شركة (غراند كوت أوبريشن) هذه الاتهامات وهي خامس مساهم تعديني في ميزانية الدولة. ففي بيان صحفي صدر الأسبوع الماضي ، أكدت أنها أعادت 85 هكتارًا إلى الدولة من أصل 3000 هكتار مستغلة، من جانبهم، يطالب السكان، وكذلك رئيس إحدى البلديات وعدد متزايد من ممثلي المجتمع المدني، بوقف مؤقت للمشروع ، إلى حين تقييم الأثر البيئي والاقتصادي على المنطقة، التي تنتج 80% من خضروات السنغال.
ومعدن الزركون يتألف من عناصر السيليكون والأكسجين والزركونيوم وعناصر مشعة مثل الثوريوم واليورانيوم ويستخدم بشكل خاص في الصناعة النووية. كما يحظى بشعبية واسعة (ضمن الأحجار الكريمة) بفضل مايتمتع به من بريق لا يفوقه فيه سوى الألماس وخاصة النوعين الأزرق والشفاف.
وتتصاعد في منطقة غرب أفريقيا المواقف التي ترى أن الشركات الفرنسية تكرس نشاطها لنهب ثروات تلك البلدان وشعوبها دون حتى أن تستفيد حتى المجتمعات المحلية من أي خدمات يمكن أن تقدمها تلك الشركات.