الليلة عزك يالجزيرة

الطيب قسم السيد
نعم طال الانتظار.. ومشت بالناس الظنون..وحل ببعضنا الضيم وسرى الأسى وعانت بالأرض البتول.. وذبلت خضرة الضفاف واصفرت الحقول،، وقاسى الناس الكرام ويلات التعدي والاقتحام..
العصابة الحمقاء اجتاحت البيوت..واستباحت المدن والقرى والبلدات ..دنست المساجد وخدشت حياء المسايد،.نهبت الأنعام، وأتلفت الزروع، فجفت الضروع.. وفوق كل ذلك وقبله ومعه،،أراقت الدماء، وأزهقت الأرواح الطاهرة البريئة.. المدافعة عن أرضها وعرضها ومالها.. فصمت بوح المنابر والمسارح، وأغلقت المدارس.. ضمر الإبداع، وسكت بوح الحداة حزناً وغلباً..
نعم استشرى الغلب وكادت الحسرة تستوطن أرواحنا، تشوه أجسادنا، تميتنا.. وتجرف تلال الروعة والجمال،، وتحرق أودية الحسن الذي شمخ في عاصمة السيادة والريادة، رائدة التاريخ و الفن والرياضة.. كادوا يطفئون بريق حسنها و ينزعون ما غرسه الأجداد فينا من جمال، وبثوا فينا من
خصال، هي الحب والنبل، و الخير، وسير المجد والإلهام واقتباسات البريق..و حوبات الإطعام، والإكرام في الساحات والباحات و قارعة الطريق.
هكذا كان عهدهم، وساد مجدهم، فهم أهل زرع وطين ينتجون ويحصدون وينفقون.
وختام ختامنا في يوم نصركم، أيها الكرام، أن معركة العز والكرامة، الثانية، وهي ملحمة البناء وإعادة الإعمار،، ستبدأ بعون الله من دياركم.. من ذات الأرض الطيبة منجبة الرجال، عرين الأبطال.. دار النبهاء من العلماء والنجباء، في كل ساحة ومجال..وهي تنشد في يوم عزها:
سلوا التاريخ عن مجدي
فكم أهديت فرسانا..
وكم أنجبت أجيالا
تحمي اليوم سودانا..
وتاريخاً وأشعاراً مموسقة
تحكي عز مَن كانا..
يروم الموت في ثقة
ويهدي الروح قربانا..