
حميدتي حي وهو نادراً ما يحمل هاتفاً، وهذا ما أرجحه عن الخطة(ب)
عملياً الحرب انتهت بمطالبها الأولى وأسبابها الكبيرة ونحن باتجاه لملمتها
لعبنا أدواراً وطنية ونصحنا وواجهنا خط الانحراف خاصة من يوسف عزة وآخرين
هناك تباينات كبيرة داخل المنظومة القيادية في الدعم السريع تتأثر بطموح الأشخاص
كيكل هو المسؤل العسكري الأول والأرفع في الوسط وهم كانوا يقولون بأهميته
في هذا الحوار الذي تم على عُجالة مع الأستاذ محمد عبد الله ود أبوك حاول فيه الإجابة على أسئلة “المحقق” بحذر بدا لافتاً مع غياب كثير من التفاصيل، والتي ربما قرر أن يحتفظ بها في خزانة أسراره، وهو السياسي والقانوني الحصيف. إذ كيف تسنى له أن يختار الصمت طوال الأشهر السابقة، والبلاد تمور بعاصفة من الأحزان والأحداث الخطيرة، ولماذا قرر الانسلاخ فجأة من ميليشيا الدعم السريع في هذا التوقيت؟ نحن على ما يبدو بصدد موجة انشقاقات تزحف بقوة نحو قيادة التمرد، فهل هى النهاية، وما هى معلوماته عن الخطة (ب)، والخلافات داخل المنظومة القيادية لقوات التمرد؟ بعض الأسئلة تم طرحها أثناء المؤتمر الصحفي للمستشارين للمنشقين، ومن بينهم محمد عبد الله ود أبوك البرلماني السابق، وبعضها لا يزال يبحث عن النور، فماذا قال في هذا المقابلة؟
حاوره للمحقق: عزمي عبد الرازق
من خلال وجودك في مستشارية الدعم السريع هل كنت على علم بموعد اندلاع الحرب؟
طبعاً كنا نعم أن الوضع محتقن جداً وأن البلاد تمر بمرحلة لم تمر بها على مدى تاريخها الطويل، وكنا نرى كيف أن الخطر مُحدق.
ماذا فعلتم كمستشارين لتدارك تلك المخاطر؟
عملنا بجد على كيفية احتواء الموقف بالسعي والحديث المباشر وغير المباشر مع آخرين
أين ذهبت بعد إطلاق الرصاصة الأولى وهل صحيح أنهم طلبوا منك الظهور في القنوات الفضائية ورفضت؟
صبيحة يوم السبت كنت على موعد مع قناة الجزيرة الفضائية، وعندما هممت بالخروج من المنزل في أم درمان، المهندسين، فوجئت أن هناك وضعاً غير طبيعي وقع وقلت أنني سأجد صعوبة وخطورة إذا خرجت، وذهبت لمقر قناة الجزيرة وبعد دقائق من بداية الطلقة الأولى اتصلوا بي عبر الهاتف معلقاً على شرارة الحرب وكانت هذه هي المكالمة الأولى.
ماذا حدث بعد ذلك؟
مساء السبت اشتدّ الضرب فخرجت مع الأولاد إلى أن وصلنا إلى مكان آمن، وواجهت الأوضاع كعامة الناس أو أي مواطن سوداني عادي.
متى تحدثت آخر مرة مع حميدتي وماهى حقيقة موته؟
حميدتي حي موجود، وفي الأوقات الطبيعية – وهو نائب رئيس مجلس السيادة – نادراً ما يحمل جوالاً أو هاتفاً.
هل عندك علم بمستوى التنسيق بين الدعم السريع وتقدم لدرجة أن البعض وصفها بالحاضنة السياسية؟
هناك قيادات بارزة في تقدم لديها تواصل مع الدعم وبعضها لاحقًا أصبح عضواً في وفد التفاوض وهي قيادات حزبية معروفة.
لماذا قررتم الانسلاخ من مستشارية الدعم السريع في هذا الوقت؟
ليس لدينا انتماء سياسي أو حزبي وكنا نتبنى خطاً وطنياً ظاهراً ومعروفاً يتجاوز القبيلة والمنطقة وينظر إلى السودان وما زالت هذه هى قناعتنا.
الدعم السريع أصدر بياناً نفى فيه أي علاقة لكم بهم أين الحقيقة؟
نفي الدعم السريع يخصه ويخاطب مصداقيته من عدمها، ونحن لعبنا أدواراً وطنية كبيرة، ونصحنا وواجهنا خط الانحراف خاصة من يوسف عزة وآخرين.
هل توجد صراعات خفية داخل المنظومة القيادية في الدعم السريع؟
هناك تباين كبير داخل المنظومة القيادية يتأثر بطموح الأشخاص، لكن الواقع أنه لا يوجد شخص يمكن أن يفعل شيئاً بخلاف حميدتي وعبد الرحيم والقوني.
هل تتوقع أن يلعب الدعم السريع أي دور في المستقبل بعد كل هذه الجرائم؟
أعتقد سيجد صعوبة كبيرة رغم سماحة أهل السودان، لأنه عمل علي ضربها ووضع حواجز كبيرة بينه والسودانيين.
ما أهمية الانسلاخات التي حدثت مؤخراً في صفوف التمرد بما فيها خروج كيكل؟
_ خروج كيكل كان حدثاً كبيراً هو الآخر بإعتبار أنه المسؤول العسكري الأول والأرفع في الوسط وهم كانوا يقولون بأهميته، ولذلك أتوقع تأثيراً كبيراً لذلك الخروج على المستوى الاجتماعي والعسكري، كما حصل ذلك من قبل بموت البيشي وكيف رأينا التراجع والانحسار هناك.
بتقديرك متى أو كيف ستنتهي الحرب؟
عملياً الحرب انتهت بمطالبها الأولى وأسبابها الكبيرة المُعلنة (نحن حا نقبض على الرئيس، نحن دايرين استسلام، نحن عاوزين كذا وكذا)، وما يحدث الآن هي تداعيات الحرب، بما في ذلك التطورات الميدانية التي تشير بوضوح أننا في اتجاه لملمة الحرب.
ماهى معلوماتك عن الخطة (ب) التي تحدث عنها حميدتي مؤخراً؟
لا أعلم عنها شيئاً ولكن الراجح هو حشد المزيد من الجنود ودفعهم لمغامرات ميدانية في أماكن تحدثوا عن مهاجمتها في فترات سابقة.