جنيف .. من يُخطئ ومن يتحمل الإثم؟!

عصام الحسين
*المُدهش والمُتوَّقع في آن، حِياكة (تخريجة) تُجنِّب مليشيا القتل والإغتصاب ورطة الخامس عشر من أبريل والتي ابتغت من ورائها سُلطةً وعلواً في الأرض ولما استحال مُبتغاها وطاش مبلغها تحوُّلت إلى مسخ مشوه ونبت شيطاني يقتُل بلا هوادي وينهب بلا مكابح ويغتصب بلا ضمير جاعلاً من الكذب الممنهج ـ لتبرير هذه الجرائم ـ سمةً وعنوانا.. فذاك عزت الماهري ما أغنى عنه البكاء ثم ما لبثت أن اسكتته فضيحة التلفزيون القومي، وذلك عمران الذي هدَّ عمران (جلحة) نازعاً عنه صفة القائد فأسكتوه، ثم جاءوا بطبيق فأطبق عليهم ببلاهة صفة مليشيا الإحتلال.*
الثابت أن الذين سعوا لطمس وصمة العار والإنتهاكات الممنهجة لمليشيا الدم والخراب هم الذين رسموا لها خارطة الجنون وأغروا رأسها ـ الذي قُطع ضربة لاذب ـ بالإمارة فاستجابت نفسه الأمَّارة بالسوء واسنتفر العطاوة وآل دقلو وأتبعهم بعربان الشتات ولما حُصِدوا إستعاض بمرتزقة من الخارج و(همباتة) وآخرين أخرجهم من السجون فكان مأتاهم بلا مثيل، فنهضت لصده مع الجيش مقاومة شعبية غضبتها عارمة ومستنفرين بأسهم شديد فكانت النتيجة القضاء على قوة المليشيا الإرهابية الصلبة وهلاك معظم قادتها .. ومن عجب أن خالد عجوبة وإبراهيم بقال أصبحا قادة!
*هذه النهاية الماحقة أقلقت الذين خططوا لوراثة البلاد بوكالة شيطان الإمارات فأنشأ بينه وبين الجنحويد صلات أنتجت فاحشة وانتهت إلى سوء السبيل! فامتزج قلقهم بأشلاء الهلكى فتفتقت قريحتهم بفرية المجاعة التي قالوا أنها تجتاح البلاد مخلفةً أوضاعاً مأساويةً تُحتم التدخل الدولي! ولما لمسوا في جدة إلتزاماً لا قبل لهم به لفقدان القيادة والسيطرة على بقيا المرتزقة فرَّخوا منبراً مُستحدثاً في جنيف وجمعوا له مُسهلين على رؤوسهم (كادمول) منهم دولة الإمارات إمعاناً في قهر الشعب وبحثاً للجنجويد عن مخرج من المقتلة وللإمارات عن براءة من الشكوى ضدها في مجلس الأمن بدعمها للجنجويد بالمال والسلاح ما قد يضعها أمام الإستنزاف والتعويض غير المحدود لضحايا الحرب وتدمير المتاحف والآثار والبنية التحتية التي لا تقدر بثمن.*
مضحكة المساعدات الإنسانية تكشف حجم التآمر متعدد الأطراف فأين كان دعاة الإنسانية ومنظماتهم الدولية لما قَبر الجنجويد الناس أحياء في الجنينة وارتكبوا جرائم ضد الإنسانية فلجأ من نجا إلى تشاد وظلوا في أوضاع إنسانية حرجة بشهادة المنظمات الدولية؟ ثم أين كانوا لما لجأ الناس إلى غابات أثيوبيا وعانوا أوضاعاً مأساوية واستهداف ممنهج من السلطات الأثيوبية؟ وأين هم لما نزح الناس من العاصمة إلى الجزيرة ومنها إلى سنار ثم إلى القضارف وكسلا ونهر النيل جرَّاء التشريد والقتل والنهب والإغتصاب في ظل صمت القبور؟ أما كان يستحق هؤلإء إلتفاتة؟!
*السر مفضوح! وعلامة إفتضاحه ترحيب أصحاب (التخريجة) بقرار الحكومة قبولها تمرير المساعدات عبر منفذ أدري، والذي منه يتدفق الدعم اللوجستي والعتاد العسكري لمناطق سيطرة المليشيا فترتكب الخطايا ويتحمل الشعب وحكومته الآثام!*