
واشنطن – المحقق
اكد ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها حكومة بلاده أثناء وبعد الإنسحاب من أفغانستان، قد جنبتها تكرار الأخطاء في الحالات الطارئة التي حدثت بعد ذلك في أماكن أخرى في العالم، مثل السودان واسرائيل ولبنان.
وقال بلينكن في خطاب عاصف أمام لجنة الشؤون الخارجية المشتركة للكونغرس الأمريكي (الثلاثاء)، ونشر بعد ذلك على موقع وزارة الخارجية، إن بلاده اتخذت إجراءات عديدة وطبقت طرق سحب لقوات ومدنيين غير مسبوقة أصبحت من بعد أسلوباً جنبها الكثير من الأخطاء.
ويشير بلينكن في ذلك إلى الانسحابات والاجلاء السريع والمبكر للرعايا الأمريكيين والغربيين وللمتعاونيين من السودانيين، من السودان في الأيام والساعات الاولى من 15 ابريل 2023 ، وهو ما يؤكد يقين الحكومات الغربية حينها بأن القوات المسلحة السودانية كانت في طريقها للانهيار السريع الكامل، وأن حالة من الفوضى والسيولة الأمنية كانت ستعم السودان وأنه مثلما حدث في أفغانستان فسوف ينهار الجيش ويستولي المتمردون على السلطة في البلاد.
وأشار وزير الخارجية الأمريكي الذي أوشكت فترته على الانتهاء، إلى أن الانهيار الذي حدث للحكومة الأفغانية والقوات الجيش الأفغاني لم تكن في الحسبان، ومع ذلك دافع عن إجلاء الآلاف من الجنود والمواطنين الأمريكيين من أفغانستان ومن المتعاونين الأفغان من بلادهم في فترة وجيزة وأمنت ملاذات لمئات الألاف من المتعاونين والأسر الأفغانية.
ونوه بلينكن أن وزارته “اتخذت أكثر من 40 مبادرة ملموسة وحددت خطوات لتوجيه استجابتنا للأزمات المستقبلية. لقد أحدثت الإجراءات التي اتخذناها بالفعل فرقاً في حالات الطوارئ اللاحقة، بما في ذلك في السودان وإسرائيل ولبنان.”
وألمح إلى أن من الإجراءات التي أوصت بها الخارجية، استناداً إلى عمل لجنة بقيادة سفير من قدامي الدبلوماسيين، هو تفادي التدخل على الأرض و ربما ترك آخرين يقومون بالعمل بالوكالة. وقال: “حتى ونحن نعمل على معالجة النقاط التي فشلنا فيها، فإنني أعتقد اعتقاداً راسخاً أن قرار الرئيس بالانسحاب من أفغانستان كان القرار الصحيح. ولم تعد القوات الأميركية تقاتل وتموت في أفغانستان. الشعب الأمريكي أكثر أمنا وأمانًا.”
وأضاف إن الإنسحاب في الواقع، دحض العديد من التوقعات الأكثر تشاؤمًا تمامًا و التي من بينها أن أفغانستان “ستصبح مرة أخرى ملاذاً للإرهابيين، وأننا – كما يؤكد تقرير الأغلبية – سنكون عمياناً عن الوضع على الأرض”.
و أوضح أنه في الواقع، “فإن تنظيم القاعدة، المجموعة التي هاجمتنا في 11 سبتمبر، لم تعيد تجميع صفوفها في أفغانستان، وفي أغسطس 2022، قمنا بشن ضربة دقيقة في وسط مدينة كابول أسفرت عن مقتل زعيمها أيمن الظواهري، بدون أحذية أمريكية. على الأرض”.
وعبر بلينكين عن أسفه لمصير متعاونين أفغان ومواطنين أميركيين لقوا حتفهم أثناء الاجلاء من أفغانستان، ووعد بالإفراج عن آخرين ما زالوا في أفغانستان بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الإنسحاب من أفغانستان.
وكان خطاب بلنيكن قد قوطع عدة مرات، بصورة دعت رئيس اللجنة إلى التهديد بإدخال قوة من شرطة الكونغرس لإخلاء القاعة من المتسببين في الفوضى، وفقاً لإشارات صاحبت خطاب بلينكين.