مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يدعو إلى حماية أكبر للمدنيين في الفاشر

جنيف – المحقق – وكالات
أعلن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، (الخميس)، مقتل أكثر من 500 مدني في ولاية شمال دارفور بالسودان خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقال فولكر تورك في بيان نشره موقع المنظمة: “الرعب الذي يتكشف في السودان لا حدود له”. وأشار إلى أنه قبل ثلاثة أيام، شنت قوات الدعم السريع هجمات منسقة من جهات متعددة على الفاشر، عاصمة شمال دارفور، ومعسكر أبو شوك القريب، مما أسفر عن مقتل 40 مدنيًا على الأقل.
وأضاف تورك أن هذا يرفع العدد المؤكد للمدنيين الذين قُتلوا في المنطقة إلى 542 على الأقل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية فقط، على الرغم من أن عدد القتلى الفعلي من المرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير.
قال تورك: “تزداد مخاوفي في ظل التحذير المشؤوم الذي أطلقته قوات الدعم السريع من “إراقة دماء” قبل معارك وشيكة مع القوات المسلحة السودانية والحركات المسلحة المرتبطة بها ، وقال المفوض السامي إنه نبه شخصيًا قادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية إلى العواقب الكارثية للحرب على حقوق الإنسان. وأضاف أن هذه العواقب الوخيمة واقع يومي يعيشه ملايين السودانيين.
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، (الخميس) في نيويورك: “اتفقنا على ضرورة اتباع مسار سياسي شامل بقيادة سودانية لاستعادة السلام في البلاد، والحفاظ على وحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه”.
ومن جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش عن انزعاجه إزاء الوضع الكارثي المتزايد في ولاية شمال دارفور ، حيث تستمر الهجمات المميتة على عاصمتها، الفاشر مشيرا إلى أن هناك تقارير أفادت بمقتل مئات المدنيين، بمن فيهم عاملون في المجال الإنساني.
وأعرب الأمين العام في بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، عن قلق عميق إزاء التقارير التي تتحدث عن مضايقة وترهيب واحتجاز تعسفي للنازحين عند نقاط التفتيش، مع اضطرار ما يقدر بأكثر من 400 ألف شخص إلى الفرار من مخيم زمزم وحده في وقت سابق من هذا الشهر.
وقال الأمين العام بحسب موقع المنظمة الأممية (الأربعاء) إنه وعلى الرغم من استمرار انعدام الأمن والنقص الحاد في التمويل، تبذل الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني قصارى جهدهم لتوسيع نطاق الدعم الطارئ، على وجه السرعة، في منطقة طويلة بشمال دارفور، التي تستضيف غالبية النازحين من زمزم. وأكد الأمين العام أن حجم الاحتياجات هائل، مع ورود تقارير عن أشخاص يائسين – معظمهم من النساء والأطفال – يعبرون الحدود إلى تشاد بحثا عن الأمان والمساعدة.
و جدد الأمين العام دعوته لحماية المدنيين، بما يتماشى مع التزامات الأطراف الواضحة بموجب القانون الدولي الإنساني. وشدد على ضرورة محاسبة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة، وحث المجتمع الدولي على التحرك، بصورة عاجلة، للمساعدة في وضع حد للمعاناة والدمار المتواصلين.
وقال شون هيوز، منسق الطوارئ الإقليمي للبرنامج في السودان إن البرنامج “في سباق مع الزمن” وأضاف: “نغطي حاليا أربعة ملايين شخص، لكننا بحاجة إلى زيادة هذا العدد ليصل إلى سبعة ملايين على الأقل في الأشهر المقبلة. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى مزيد من التمويل، وإلا سنقلّص الدعم في الوقت الذي نحتاج فيه إلى زيادة حجم المساعدات”.