
بورتسودان – المحقق – طلال إسماعيل
في المؤتمر العام لتنسيقية القوى الوطنية بمدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر التي أضحت العاصمة الإدارية للسودان، وضع نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار الأحزاب السياسية بالبلاد في مجهر التشخيص منذ فجر الاستقلال في العام 1956.
بدا واضحاُ بأن تنسيقية القوى الوطنية تخطو بخطوات ثابتة نحو استكمال هياكلها التنظيمية بعد أن عقدت جلساتها الإجرائية لتجيز النظام الأساسي والرؤية السياسية وخارطة الطريق، وتستعد لعقد اجتماع المجلس الرئاسي لاختيار رئيس التنسيقية خلال الفترة المقبلة.
عقار يوضح أسباب الفشل
قال القائد مالك عقار لدى مخاطبته المؤتمر العام بأن الحروب ظلت هي السمة الرئيسية للتجربة السياسية السودانية منذ الاستقلال والتي أخفقت في مخاطبة عدة قضايا وطنية من ضمنها عدم التوافق على صيغة دستورية دائمة وقيام حكومة الاستقلال على دستور المستعمر والفشل في التوافق على القضايا التأسيسية في العلاقة بين الدين والدولة، والعلاقة بين المركز والهامش.
وأشار عقار إلى مجهودات قيادات وطنية لوقف الحرب ومحاربة الإقصاء السياسي الذي مارسته الحرية والتغيير – المجلس المركزي في عهد حكمها للسودان خلال السنوات الماضية، وقال: “شهدنا اغتيال الشخصيات والكذب والتزوير وبيع الوهم للجماهير والعمالة للخارج خلال الفترة الانتقالية، ولم يقف الأمر عند السياسيين بل امتد لللقوى المدنية التي استفحل فيها الصراع”.
وتابع مستغرباً من تصرفات الحرية والتغيير: “نجحنا في محاولة إعادة عبد الله حمدوك عقب 25 أكتوبر، للعودة إلى المسار المدني ، لكن حمدوك خضع لابتزاز بعض القوى السياسية وغادر للإمارات، وهي نفس القوى التي تحاول أن تعيده حاليا”.
وأشار عقار إلى أن الانقلابات العسكرية والحروب في السودان لها أخلاق وأعراف، حينما يفشل الانقلاب يذهب منفذه إلى الدورة دون أن يجر الوطن إلى صراعات قبلية أو عنصرية، موضحاً بالقول: “حميدتي والقيادات السياسية التي تدعمه يفتقرون لأي شرف أخلاقي، لقد أدخلوا البلاد في الحرب الشاملة بعد أن فشلوا في تحقيق أهدافهم”.
وسخر عقار من دعاية مليشيا الدعم السريع والقوى السياسية المتحالفة معها في أن هذه الحرب ضد الاسلاميين والفلول، وقال: “حميتي وطه عثمان وحسبو عبد الرحمن، ألم يكونوا هم الفلول مع عمر البشير؟”
ودعا مالك عقار لتشكيل أكبر جبهة وطنية مؤكداً بأنهم لن يسمحوا بتجاوز دولة القانون ولن يسمحوا بتسليم بلادنا للآخرين.
الحد الادنى من التوافق
من جانبه دعا الرئيس المكلف لتنسيقية القوى الوطنية التوم هجو ، إلى “التوافق حول الحد الأدنى حول ما يجمعنا”، و وجه نقداً لاذعاً لسلوك القوى السياسية في ما وصفه “بالمرض القديم المتجدد، الانتهازية والأنانية”
وتابع هجو خلال مخاطبته المؤتمر العام لتنسيقية القوى الوطنية في صالة الشمندورة بحي الخليج ببورتسودان وسط حضور والي ولاية البحر الأحمر مصطفى محمد نور ووزير الحكم الاتحادي محمد كورتكيلا صالح وقيادات الإدارة الأهلية والطرق الصوفية: “كلنا كسياسيين فاشلين وخير دليل على ذلك، نصف السودان مشرد وهائم على وجهه، هذه الحرب عملوها السياسيين، وهم الذين حرضوا الشباب على الجيش، هم السياسيين الذين هتفوا ” معليش معليش ماعندنا جيش كنداكة جات بوليس جرا”.
وأضاف التوم هجو: “من هنا بدأت الحرب، ربنا ابتلانا بسياسيين أنانيين ما عندهم اخلاق”.
الهيكل التنظيمي للتنسيقية
وكشف التوم هجو عن انعقاد اجتماع قادم للمجلس الرئاسي لتحديد رئيس التنسيقية، موضحا بالقول: “الملتقى الثاني للمجلس الرئاسي للتنسيقية لن يكون في القاهرة أو أديس أبابا وإنما في إحدى ولايات السودان ، القوى السياسية السودانية أصبحت خارج السودان، ونحن سنعمل من داخل البلاد”.
وزاد بالقول :”هنالك سرطان في جسد الشعب السوداني ولابد من اجتثاثه من الجذور، سنطلق مفهوم “السودان الصحيح”، بدلاً عن السودان القديم أو السودان الجديد، السودان الصحيح لا مجال فيه لخائن أو عميل، هذا هو المستقبل، الحرب قاب قوسين أو أدنى من النهاية، لابد من تنظيف الدولة السودانية وبناء الدولة الصحيحة”.
وانتقد التوم هجو إستمرار رؤساء الأحزاب في تقلد مواقعهم قائلا: “أحزابنا متفقة على أن الرئاسة حدها الموت ونحن نريد أن نضع منهج مافي رئيس لتنسيقية أو حزب يستمر لأكثر من عامين ونفتح المجال للشباب”. واستطرد: “نقل هذه الراية للشباب هذا هو دورنا في المرحلة القادمة”.
من جانبه قال بكري محمد توم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام بأن التنسيقية بدأت عملها قبل 10 أشهر بمشاركة 45 كتلة و50 تنظيم و5 قيادات لها وزنها وأنشئت التنسيقية من أجل دعم القوات المسلحة، وللوقوف معها ودعمها، وفق حديثه للمؤتمر العام.
وأعلن عن انتهاء أعمال اللجان التحضيرية والمكلفين من قبل التنسيقية في عدة مواقع بينما تتولى السكرتارية دعوة المجلس الرئاسي للانعقاد لاختيار رئيس التنسيقية خلال الفترة المقبلة.
من جانبه قال رئيس اللجنة الإعلامية في اللجنة التحضيرية للمؤتمر العام صلاح الكامل :”مالك عقار هو العضو رقم واحد في تنسيقية القوى الوطنية، ونحن ندفع بكل جهودنا في إسناد القوات المسلحة والقوات المشتركة للحركات وهيئة العمليات والمستنفرين جميعا بهم نحقق النصر إن شاء الله “.