الجزائرية الفائزة بمنصب نائب رئيس مفوضية الإتحاد تمجد النضال الأفريقي ضد المستعمر

المحقق – عثمان صديق
أقصت السفيرة سلمى مليكة ممثلة الجزائر الدائمة لدى الإتحاد الأفريقي (السبت) المترشحة المغربية وتوجت بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية أن السفيرة مليكة فازت بأغلبية 33 صوتاً متحصلة بذلك على أغلبية الثلثين المطلوبة لتحل محل الرواندية مونيك نسانزاباغانوا المنتهية ولايتها.
وتقول الوكالة الجزائرية أن المرشحة الفائزة، مليكة، دبلوماسية محنكة لها أكثر من عقدين من الخبرة لصالح السلام والوحدة في القارة و كانت بين عامي 2019 و2023, سفيرة فوق العادة ومفوضة لدى كينيا وجنوب السودان.
ويرى المراقبون أن فوز الجزائرية بهذا المنصب الرفيع يعزز موقف بلادها الذي تم التعبير عنه في الاجتماع رفيع المستوى الذي نظم تحت شعار “العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل أفريقي من خلال التعويضات”، أمس (الجمعة) في أديس أبابا، ونادى المشاركون فيه بضرورة إنشاء جبهة مشتركة وموحدة من أجل العدالة والتعويض عن الجرائم والفظائع التاريخية المرتكبة ضد الأفارقة، بما في ذلك الاستعمار والتمييز العنصري والإبادة الجماعية.
ودعا المشاركون في الاجتماع الذي عقد في مقر الاتحاد الأفريقي، إلى اتخاذ إجراءات جماعية لتصحيح الظلم التاريخي ودعوا مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى قيادة الجهود الرامية إلى الاعتراف بآثار الاستعمار والعبودية على المجتمعات الأفريقية وتوثيقها.
وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة العمل على “الحصول على تعويضات مالية للدول والمجتمعات الإفريقية التي كانت ضحية الاستغلال الاستعماري، بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية لدعم التنمية الاقتصادية”، كما أكدوا الأهمية الكبرى لقضية التعويضات للأفارقة، وعلى إمكانية مساهمة المبادرة في التقريب بين أفريقيا والشتات، وأضافوا أن “قضية تجارة الرقيق عبر الأطلسي والسياسات الاستعمارية أثرت سلباُ على القارة”.
ونقلت وكالة أنباء الجزائر في هذا الصدد أن وزير الخارجية الغاني صامويل أوكوديزيتو أكد التزام بلاده، إلى جانب القادة الأفارقة، بالعمل على “تجريم الاستعمار والعبودية” والمطالبة بتعويضات من الدول المستعمرة لأفريقيا.
وفي كلمة لها عبر تقنية الفيديو، أكدت الجزائرية جازية كركب، ابنة المجاهد الراحل مختار كركب، أنه لا يمكن الحديث عن تعويضات للأفارقة دون العودة كليا إلى حرب التحرير المجيدة وحركات التحرير الإفريقية، وأشارت السيدة كركب إلى علاقات والدها مع العديد من الشخصيات المعروفة بنضالها التحرري، واستشهدت بسامورا ميشيل، وسام نجوما، وأغوستينو نيتو، وجواكيم شيسانو وغيرهم، مؤكدة أن والدها وضع تجربة النضال التحرري في الجزائر في خدمة حركات التحرر الأفريقية.
هذا المنحى الجزائرى والاسهام في الدفع بإنسان القارة حتى يجد مكانه المرموق بين شعوب العالم كان من ضمن اجندة وبرامج السفيرة مليكة التي اقترحت تبني رؤية جديدة ترتكز على “إخلاصها لأفريقيا” وكذلك على “ولائها” و”التزامها” تجاه الاتحاد الأفريقي. وتعهدت بإعادة تركيز عمل الاتحاد الأفريقي حول الأهداف التي وضعها الآباء المؤسسون له والمنصوص عليها في أجندة 2063. بهدف تعزيز الثقة والتآزر بين المفوضية والدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي.وذلك بإعطاء الأولوية وتنشيط وتعزيز الشراكات مع الكيانات والمؤسسات الإنمائية الأفريقية, مثل بنك التنمية الأفريقي والبنك الأفريقي للتصدير والاستيراد ووكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية – نيباد – باعتبارهم شركاء أصيلين في مشاريع التنمية والنهضة الإفريقية.
وينظر كثير من النخب السودانية لمشروع تصحيح الظلم والاستغلال الاستعماري بما يشمله من إعادة كتابة وتوثيق تاريخ حركات التحرر فرصة ذهبية لتوضيح وتضمين إسهام السودان باعتباره من أوائل الدول التي نالت استقلالها في جنوب الصحراءوأسهمت في دعم ومناصرة زعماء حركات التحرر عسكريا ودبلوماسيا وحتى ثقافيا من شعر وغناء.
ويزيد من الأمل والتفاؤل أن قيادة المفوضية صارت دفتها في يد كل من جيبوتي والجزائر مما يبشر بسند قوي للسودان بعد سنوات عجاف من الخذلان عانى منها في السنوات القليلة الماضية.