تقارير

معمل جامعة ييل الامريكية: حرق معسكر زمزم للنازحين كان متعمداً، والحريق ما زال مستمراً

المحقق – محمد عثمان آدم
أعد مختبر البحوث الإنسانية (HRL) في مدرسة ييل للصحة العامة تقريراً علمياً موثقاً وصف فيه الهجمات التي وقعت على معسكر زمزم و ماحوله بأنها “تحريق متعمد” للمعسكر الذي يستضيف نازحين من أجزاء شتى من ولاية شمال دارفور وأن ارتكاب هذه المحرقة وإغلاق المخارج أمام الفارين وخاصة الشباب من الخروج ومنع العون الانساني من الوصول إنما يهدف كله إلى إفراغ المعسكر ومن ثم الاستعداد للهجوم على مدينة الفاشر التي ظلت تتعرض للهجمات المتتالية منذ عام 2024.

و يقول التقرير إنه طبقا لدراسة الصور والاحداثيات فقد جمعت مليشيا الدعم السريع مايزيد على 400 سيارة قتالية مسلحة وأحاطت بالمعسكر من جهاته الأربع، و أن الغاية منها ليس تقتيل النازحين و الفارين من المعسكر فحسب بل أيضا الإستعداد للهجوم على مدينة الفاشر التي يبدو أنها اعيت قوات مليشيا الدعم.

ونشر مختبر البحوث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة ملخص دراسته تحت عنوان ( *وضع طوارئ يتعلق بالأمن الإنساني: تواصل هجمات التحريق المتعمد التي تشنها قوات الدعم السريع وتزايد القوة العسكرية الضاربة عند معسكر زمزم للنازحين*) ليؤكد منها أمرين هما استمرار التحريق المتعمد و السعي للتضيق على الفاشر ومن ثم الإجهاز عليها كهدف نهائي.

وجاءت الدراسة معززة بصور وخرائط وبيانات ودياغرامات تؤكد أن مليشيا قوات الدعم السريع تواصل تكسير وتحريق معسكر زمزم للنازحين عبر هجمات متعمدة ممنهجة.
وقال المختبر إنه من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية من 16 أبريل 2025 ، جرى تحديد حرائق نشطة متعددة منتشرة في جميع أنحاء معسكر زمزم للنازحين وعمار جيد ، وهو معسكر يقع الى الشمال الغربي مباشرة من زمزم، ويضيف:
في 16 أبريل 2025 ، ظهرت حرائق نشطة حديثا بين صور الأقمار الصناعية التي تم التقاطها في الساعة 09:08 بالتوقيت العالمي و 12:08 بالتوقيت العالمي ، مما يشير إلى أن “هجمات التحريق المتعمدة جارية” في زمزم على مدار الساعة.

يظهر تحليل صور الأقمار الصناعية في الفترة من 14 إلى 16 أبريل 2025 بقعاً حرارية على مساحة 0.536 كيلومترا مربعا من زمزم ، بالإضافة إلى ما يقرب من 1.183 كيلومترا مربعا تم تقييمها سابقا على أنها دمرت بين 11-14 أبريل 2025. وفي الفترة ما بين 11-16 أبريل2025، تم تدمير ما مجموعه 1.719 كيلومترا مربعا من زمزم، أي ما يعادل 24.21 ملعبا قياسياً لكرة القدم.

و وفقاً لتحليل بيانات مجموعة أجهزة قياس الإشعاع للتصوير بالأشعة تحت الحمراء المرئية (VIIRS)، ظلت الحرائق النشطة مشتعلة يوميا في معسكر النازحين منذ بدء هجوم مليشيا الدعم السريع بهدف الاستيلاء الكامل على زمزم – في 11 أبريل 2025.

ويشير مختبر البحوث الإنسانية جامعة ييل أيضا إلى وجود قوات من مليشيا الدعم السريع بما يعادل لواء كاملا من المشاة في زمزم وحولها. ويشمل ذلك ما يقرب من 350 سيارة في المنطقة الشرقية وما لا يقل عن 50 سيارة في مناطق أخرى من المعسكر.

ويقول التقرير إن قوة مليشيا الدعم السريع، التي تستند فقط إلى عدد المركبات المرئية في صور الأقمار الصناعية، تضاعفت، على الأقل بين 11 و16 أبريل 2025. يبدو أن غالبية السيارات الظاهرة في صور الأقمار الصناعية مزودة بمدافع و مسلحة. مما يعنى ان وجود قوة من مليشيا الدعم السريع المسلحة بهذا الحجم والقرب تشكل تهديداً كبيراً ومباشراً للفاشر، التي تتعرض لهجوم وحصار من قبل قوات الدعم السريع منذ مايو 2024 على الأقل.

هذا النشاط يتفق مع نزوح المدنيين من زمزم من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية من 16 أبريل 2025 ، ويدعم التقارير التي راجعتها جامعة ييل. حيث تتمركز المركبات حول محيط زمزم، بما في ذلك جميع نقاط الوصول الرئيسية الأربع إلى المعسكر ، مما يحد على الأرجح من حرية تنقل المدنيين لأولئك الذين يحاولون الفرار.

ويشير موقع “المحقق” الاخباري إلى أن أهم ما يميز هذا التقرير هو اعتماده على الأدلة الملموسة والصور الحية التي توثق لكل معلومة و هي أيضا تشير إلى أنه وكما قال أحد التقارير الصحفية الأمريكية أنه أصبح بإمكان الانسان الذي يمتلك جهاز كمبيوتر محمول ، أي لابتوب، و شبكة انترنت معقولة السرعة فبإمكانه متابعة الاحداث الجارية على معسكر زمزم كفاحاً.

وقد أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في 15 أبريل 2025 أن مليشيا الدعم السريع”تمنع أولئك الذين ظلوا في الداخل، وخاصة الشباب، من المغادرة”.
في حين أن تعتيم الاتصالات المستمر حدَّ من تدفق المعلومات الواردة من زمزم.

و يقدر مختبر البحوث الإنسانية جامعة ييل أن الفظائع الجماعية، بما في ذلك القتل الجماعي والتعذيب والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع (CRSV) ،ما تزال مستمرة في معسكر زمزم.

وللوصول لهذه النتائج فقد اتبع مختبرالبحوث الإنسانية جامعة ييل منهجيات دمج البيانات لتحليل بيانات الاستشعار عن بعد والمصادر المفتوحة. وأنتج مختبر البحوث الإنسانية جامعة ييل جامعة ييل HRL هذا التقرير من خلال التأكيد المتبادل للبيانات مفتوحة المصدر ، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي ، والتقارير الإخبارية المحلية ، والوسائط المتعددة ، والتقارير الأخرى ، وبيانات الاستشعار عن بعد ، بما في ذلك صور الأقمار الصناعية وبيانات المستشعرات الحرارية.

و قام الباحثون بتحليل البيانات مفتوحة المصدر عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتقارير الإخبارية والمصادر الأخرى المتاحة للجمهور لتحديد الحوادث وتحديدها والتحقق منها. ويقوم المحللون بتقييم مصداقية وموثوقية البيانات مفتوحة المصدر بناء على مستوى تفاصيل المصادر ومصداقيتها السابقة وتأكيد المصادر المستقلة الأخرى.

و يعتمد الاستشعار عن بعد وتحليل صور الأقمار الصناعية على اكتشاف التغيير متعدد الأزمنة ، والذي يتضمن مقارنة صورتين أو أكثر من صور الأقمار الصناعية لنفس المنطقة التي تم التقاطها في أوقات مختلفة للكشف عن الاختلافات في اللون والخصائص البصرية ووجود أو غياب أو تغيير موضع الكائنات عبر الصور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى