الحركة الشعبية – شمال تتنكب طريق الثورة بجبال النوبة

عوض أبكر إسماعيل
لعل المراقب الحصيف لأداء الحركة الشعبية – شمال في الفترة الأخيرة لايحتاج لعصف ذهني ليدرك تخبطها في مختلف الأصعدة لاسيما في الموقفين السياسي والعسكري وبخاصة بعد اندلاع حرب 15 ابريل عام 2023 .
أما فيما يتعلق بالموقف العسكري فنجد أن بندقية الحركة الشعبية أصبحت تائهة لاتدرك من هو عدوها، فمرة تصوبها تجاه كتائب الجيش السوداني ومعسكراته ومرة ضد صدر مواطن جبال النوبة الذي تقول إنها حملت السلاح من أجله .. وذلك من خلال تكرار إغلاق الطريق الرئيسي الذي يربط بين حاضرتي الولاية مدينتي الدلنج وكادقلي ليشدد الحصار الاقتصادي علي مواطني مدينة كادقلي وضواحيها ومرات تقصف دون رحمة مدينة كادقلي ذاتها المكتظة بالسكان وأغلبهم من إثنية النوبة بمدافع الكاتيوشا من على قمم جبال لوفو وكليمو وفي نفس الوقت تدعي بأنها تدافع عن حقوقهم..
وتارة تهاجم الدعم السريع وتارات أخرى تهادنه من وراء الحجب بتأثير من أصابع خفية خارجية تنشط في الظلام لاسيما الأصابع الشريرة لدولة الإمارات العربية المتحدة التي تسعى جاهدة للحيلولة دون حدوث أي تقارب بين الحركة الشعبية والمؤسسة العسكرية السودانية، سعياً لإضعاف الأخيرة..
لذا فالحركة الشعبية تحتاج بشدة لإعادة ضبط إيقاعها ودوزنة أوتار مارشاتها العسكرية لتتناغم مع أهدافها ومبادئها من جهة وتتلاءم مع مصلحة مواطن جبال النوبة الذي أرهقه نضال الحركة وأنهكه لأكثر من ثلاثة عقود دون أن يقطف ثمار نضالها من جهة أخرى ..
أجل، لعل الحكمة تقتضي لقيادة الحركة وعرابيها في الوقت الراهن بأن يقفوا وقفة تأمل وتأنٍ لأجل جرد الحساب
وإعادة تقييم مواقفها وتعاطيها مع مجرى الأحداث منذ اندلاع هذه الحرب.. وذلك علي الصعيدين العسكري والسياسي بعقل منفتح وذهن متسع وبمنأى عن عقلية ماقبل الحرب، حتي تواكب عظائم الأحداث والتحولات الكبرى التي تمر بها الدولة السودانية وما موقف حركات الكفاح المسلح الدارفورية تجاه الحرب الدائرة الآن ببعيد والذين يعتبرون أقرب للدعم السريع وقائده محمد حمدان دقلو أكثر من الحركة الشعبية ذاتها وبالرغم من ذلك اشهروا في وجهه السلاح عندما أدركوا بأنه خان وغدر بوطنه و أدار ظهره له وحاد عن طريقه ووضع يده على يد أعداء السودان وشعبه.