تقارير
تعدد وتوالي الإدانات ضد مليشيا الدعم السريع: ثم ماذا بعد؟

المحقق – عثمان صديق
لم يعد بوسع العالم أن يخفي فظاعة الجرائم والانتهاكات لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع بشكل يومي.
وقد شهد الأسبوع الأخير من يوليو المنصرم توالي تلك الاتهامات والإدانات، ربما كان ذلك بفضل الجهود والتحركات التي تبذلها الدولة على مستوى و وزارة العدل والنيابة العامة، من خلال التواصل مع الدول والمنظمات الدولية، وهي جهود أقل ما يقال عنها أنها شجاعة و صريحة و معضدة بالأدلة والقرائن لتلك الجرائم ضد الانسانية.
دور الإعلام الدولي
ومن المهم ، في سياق الكشف عن الإنتهاكات والجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع، الدور الذي لعبته بعض مؤسسات الإعلام الدولية التي تمكنت من زيارة السودان ووقفت على حقيقة الأوضاع، أو تلك التي التقت بالضحايا في البلاد التي لجأوا إليها.
يوم الأثنين الماضي، قال مقال مشترك بين صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية ووكالة الصحافة الفرنسية تم نشره إن القتال حول مدينة الفاشر اتسم بالعنف الشديد بشكل خاص منذ بداية شهر مايو الماضي وأشار المقال إلى أن “قوات الدعم السريع قتلت خلال ثلاثة أيام فقط أكثر من 43 طفلاً و13 إمرأة وتسعة رجال من مواطني الفاشر”.
وأضاف المقال أن “مليشيات الجنجويد أطلقت أكثر من 70 صاروخاً في يوم واحد على المستشفيات وخاصة المستشفى السعودي والمنازل والمساجد والأسواق”.

كما نشرت صحيفة الغارديان البريطانية معلومات يوم الخميس 25 يوليو عن وثيقة قالت إن بها أدلة دامغة تشير إلى تورط إحدى الدول في الحرب الأهلية في السودان، وتابعت الصحيفة أن هناك محللين وصفوا الاكتشاف بأنه “دليل دامغ” يتحدى النفي الذي يصدر أحياناً من بعض الدول ويثير تساؤلات حول ما تعرفه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة عن مستوى تورط دول بعينها في حرب السودان، وما إذا كان الغرب قد فعل ما يكفي لكبح جماح دعم ميليشيا متهمة بالإبادة الجماعية.
ما وثقته المنظمات الدولية
وكانت السيدة فيكي هوكينز المديرة العامة لمنظمة أطباء بلا حدود الهولندية قد قالت
يوم (23 يوليو) أنهم ومن خلال عملهم في ثماني ولايات سودانية فقد تفاوتت تقديرات حساب العدد الكلي لجرحى الحرب، وأوضحت السيدة فيكي ان ضحايا الاعتداء على أحد المستشفيات التى تدعمها المنظمة وهي مستشفى النو بأمدرمان بلغ (6776) مريضاً يتعالجون من جراح ذات صلة بالحرب خلال الفترة من منتصف أغسطس 2023 وحتى 30 أبريل 2024م بمتوسط يومي يصل إلى 26 شخص في اليوم.

أما في يوم 29 يوليو فنشرت منظمة هيومن رايتس ووتش (نيويورك) أنها جمعت شهادات من 42 من مقدمي الرعاية والعاملين الميدانيين الذين أبلغوا عن 262 حالة عنف جنسي في العاصمة السودانية من بداية الحرب وحتى فبراير 2024م، ونشرت منظمة هيومن رايتس ووتش (نيويورك) تقريراً في 29 يوليو تتهم فيه مليشيا الدعم السريع على وجه الخصوص، بارتكاب “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وعبّر محللون تحدث إليهم محرر موقع “المحقق” الإخباري أن هذه الأدلة والشهادات التي صدرت من جهات خارجية لها وزنها في التأثير على الرأي العام العالمي وبالتالي فهي رصيد مهم يجب توظيفه لكسر الجمود السياسي والدبلوماسي وتلكؤ المجتمع الدولي في تصنيف مليشيا الدعم السريع ك “منظمة إرهابية” مما قد يدفع بملف الحرب آفاق جديدة تزيد من عزلة التمرد و القوى الإقليمية التي تدعمه، وتعجل بمحاصرته.
وأشار خبير دبلوماسي، تحدث إلى موقع “المحقق” الإخباري، وفضل حجب هويته، إلى أنه يمكن الاستعانة ببعض بيوت الخبرة القانونية وتزويدهم بالبينات والبراهين التي تثبت قضائيا استيفاء مليشيا الدعم السريع لصفة الجماعة الإرهابية، وفضح الفظائع التي تُرتكب في حق الشعب السوداني، وسيجد السودان من بين أحرار العالم مَن يقف بجانب شعبه، وخير شاهد على ذلك مناصرة جنوب افريقيا لأهالي غزة ورفعها لقضية أمام محكمة العدل الدولية.