مؤتمر لليونسكو يبحث أشكالاً جديدة من اتفاقيات إعادة الممتلكات الثقافية الأفريقية

أديس أبابا – المحقق – وكالات
تنظم منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) بالتعاون مع الإتحاد الأفريقي، ومجموعة العشرين برئاسة جنوب أفريقيا، مؤتمراً جامعاً لدول القارة الافريقية (54) لمناقشة كيفية استرداد الممتلكات الثقافية الأفريقية التي تمّ تهريبها خارج القارة.
ومن المقرر أن يجمع المؤتمر عدداً كبيراً من الخبراء والمهتمين بقضايا الثقافة والتراث من كافة مناطق العالم للتباحث في كيفية إعادة الممتلكات الثقافية الإفريقية واستردادها ، كما سيبحث المشاركون الأشكال الجديدة للاتفاقيات والشراكات فيما يتعلق بطلبات إعادة الممتلكات الثقافية واستردادها، فضلاً عن التعاون العلمي أو الثقافي الذي تم إنشاؤه في هذا السياق.
و سيتم تقديم عدد من حالات الإرجاع والاسترداد التي تم حلها مؤخرًا. كما سيتم تقديم أمثلة مبتكرة للشراكات الفعالة بالإضافة إلى أشكال التعاون الدولي المتطورة. وسيجمع الحدث خبراء فنيين من أفريقيا، بالإضافة إلى خبراء دوليين مختارين، وبالتالي تعزيز العلاقات بين المهنيين والمؤسسات المسؤولة عن هذه القضايا وتوفير عناصر ملموسة لصناع القرار في نهجهم بشأن طلبات إعادة الممتلكات الثقافية واستردادها. وستكون هذه فرصة لتزويد اليونسكو بفرصة تعزيز دعمها للدول الأعضاء، من خلال تعزيز تبادل المعرفة واقتراح حلول مبتكرة.
وسيحلل المؤتمر التطورات الأخيرة في المتاحف والمؤسسات الثقافية فيما يتعلق بالإرجاع والترميم، وسيتناول قضايا مثل البحث عن المنشأ، وتثمين المخزونات والمجموعات (خاصة فيما يتعلق بالسرد والمتحف)، وكذلك كإتاحة الفرصة للمهنيين للحصول على تدريب متخصص. وهو يتوافق أيضًا مع إعلان اليونسكو في مؤتمر موندياكولت 2022، الذي دعا إلى حوار دولي مفتوح وشامل لإعادة الممتلكات الثقافية.
وسيوفر هذا الحدث للدول الأعضاء في اليونسكو فرصة لتقييم التطورات الأخيرة في المتاحف والمؤسسات الثقافية فيما يتعلق بتطور أشكال الإعادة والاسترداد ومناقشة تحديات محددة، وعرض حالات الاسترداد التي تم حلها مثل مسألة الممتلكات الثقافية من سياق استعماري، ودور سوق الفن وخاصة المبيعات غير المشروعة عبر الإنترنت، وتأثير هذه الأنشطة غير المشروعة على المجتمعات والشعوب الأصلية.
و ستتناول المناقشات أيضًا جوانب تتعلق بالتراث الحي (اتفاقية اليونسكو لعام 2003 لحماية التراث الثقافي غير المادي) والمواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي (اتفاقية اليونسكو للتراث العالمي لعام 1972).
ويتماشى هذا الحوار الإقليمي مع إعلان موندياكولت 2022 في المكسيك الذي اعتمدته بالإجماع 150 دولة في مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة والذي دعا إلى “حوار دولي مفتوح وشامل بشأن إعادة الممتلكات الثقافية واستردادها”. و هذا هو الحدث الثالث من سلسلة الحوارات، بعد المائدة المستديرة الأولى حول “أشكال جديدة من الشراكات والتعاون في مجال إعادة الممتلكات الثقافية واستردادها” التي عقدت في يونيو 2023 في مقر اليونسكو بباريس، والحوار دون الإقليمي الذي عقد في غواتيمالا ديسمبر 2024.
يذكر أن اليونسكو تدعم دولها الأعضاء في طلبات إعادة الممتلكات الثقافية وردها إلى بلدانها الأصلية من خلال المساعدة التقنية، وفي إطار مكافحة الاتجار غير المشروع، وأنشطة بناء قدرات المهنيين، ويشكل دعم المتاحف والمهنيين العاملين في المتاحف فيما يتعلق بطلبات إعادة الممتلكات الثقافية وردها أحد المحاور الرئيسية للأولوية العالمية لليونسكو في أفريقيا.
وتعد هذه فرصة سانحة للوفد السوداني لاستغلال هذا المنبر ومخرجاته في تسريع الخطى وملاحقة منهوبات الآثار والمتاحف القومية والولائية التي استولت عليها مليشيا الدعم السريع المتمردة خلال العامين الماضيين من الحرب على إنسان السودان و هويته و وجوده.