رأي

رفاهية الحزب الشيوعي السوداني فى الفترة الانتقالية واستباحة فرص التمكين

دكتور محمد حسن محجوب

واجه الحزب الشيوعي السوداني، كغيره من القوى السياسية، تحديات كبيرة خلال الفترة الانتقالية في السودان. وشهدت هذه الفترة اتهامات متباينة حول رفاهية الحزب واستغلاله لفرص التمكين، ويمكن تلخيص أبرز نقاط هذه الرفاهية في السياق التالي:

اتهامات بالاستغلال:
نجح الحزب في استغلال نفوذه في الفترة الانتقالية لتعزيز مواقعه السياسية وفي مؤسسات الدولة والمجتمع، وتوفير فرص التمكين لكوادره فى كل وظائف الدولة الاستراتيجية المدنية والعسكرية والأمينة.

وقد حاول الحزب الشيوعي إخفاء ونفي هذه الاتهامات، مؤكداً على التزامه بالعمل الجماعي من أجل تحقيق أهداف الثورة السودانية، وأنه يسعى لخدمة الشعب السوداني وليس تحقيق مصالح فئوية.

كما سعى الحزب الشيوعي خلال الفترة الانتقالية إلى التمكين المجتمعي فنجح فى تكوين لجان المقاومة بالمدن والأحياء واستقطب فيها أعداداً كبيرة من الشباب الذين جذبتهم الشعارات البراقة، وكان من بين المستقطبين كذلك شباب عاطلين عن العمل وبعض شباب من يُسمون بأهل الهامش، وسخّر الحزب هؤلاء ليكونوا أعيناً له فى المجتمع واستغلهم ليكونوا وقوداً للمظاهرات وأطلق عليهم تسمية “التروس”.

إلا أن الفترة الانتقالية قد دبت فيها صراعات سياسية حادة بين مكونات القوى المختلفة، وكان الحزب الشيوعي طرفاً فيها، مما أدى إلى تزايد الاتهامات المتبادلة بين الشركاء وأسهم ذلك في فضح الكثير من المخططات.

كما كان للوضع الاقتصادي أثره، حيث تدهور خلال الفترة الانتقالية، مما أثر على جميع القوى السياسية، بما في ذلك الحزب الشيوعي، وكان هذا الوضع سبباً في زيادة التوترات والاختلافات السياسية بين مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير ، بمن فيهم الحزب الشيوعي الذى واجه تحديات كبيرة ، ومع ذلك نجح في تحقيق الكثير من أهدافه المباشرة خلال الفترة الانتقالية، باستغلال فرص الاختلاف بين مكونات التحالف، ولجأ إلى وضع الخطط السرية لتحقيق تمكينه ونجح إلى حد كبير، فمكن لعضويته فى وظائف الدولة الاستراتيجية المدنية والعسكرية والأمنية والدبلوماسية والصحية، مما سبب تعقيدات في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي تعاني البلاد من آثارها السالبة إلى الآن .

ولذلك من المهم الإطلاع على كل التقارير التى وثقت لتقييم رفاهية الحزب الشيوعي السوداني واستغلاله لفرص التمكين في الفترة الانتقالية، فمن شأن ذلك المساهمة في وضع تحليل شامل يأخذ في الاعتبار مختلف وجهات النظر والظروف السياسية والاقتصادية التي كانت سائدة في ذلك الوقت ويسعى لوضع الحلول لإزالة هذا التمكين المشوه المدمر الذى ماكان هدفه مصلحة السودان إنما هدفه مصلحة حزبية ضيقة وهي مصلحة الحزب الشيوعي، حتى يتمكن من السيطرة على مفاصل الدولة مدنياُ، عن طريق الاستحواذ واستغلال السوانح ، بعد أن فشل في التمكن عسكرياُ كما حدث في الانقلاب الشيوعى فى 1971.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى