تقارير

السودانيون من معاناة الحرب إلى معاناة السيول والفيضانات

القضارف – المحقق – طلال إسماعيل

ليست الحرب وحدها التي تلقي بتداعيتها على السودان، بل حتى الأمطار الغزيرة والفيضانات المتوقعة لهذا العام قد تزيد من المعاناة جراء فقدان سكان ولايات لمنازلهم بعد أن سكنتها مليشيا الدعم السريع.

وتوقعت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن يكون هناك هطول أمطار “أكثر من المعتاد” في معظم أجزاء منطقة القرن الأفريقي خلال هذا الصيف، مما قد يزيد من حدة الفيضانات في المناطق المعرضة للخطر في السودان، وفق تقارير إعلامية.

وأشار جوليد أرتان، الخبير في الأرصاد الجوية لدى المجموعة الإقليمية لشرق أفريقيا (إيغاد)، إلى زيادة خطر وقوع فيضانات كبيرة في كل من السودان وجنوب السودان.

وحذرت المنظمات الإنسانية بشكل متكرر من تحديات توصيل المساعدات الإنسانية نتيجة النزاع وعزلة المناطق البعيدة.

والثلاثاء، اجتاح نهر “القاش” مدينة أروما ، وتسبب في أضرار مادية بعدد من أحياء المدينة التي تبعد 50 كيلو مترا شمال مدينة كسلا شرقي السودان، وسط مخاوف من أن يجرف القاش الطريق القومي مما سيؤدي لعزل مدينتي كسلا والقضارف عن بورتسودان.

من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان صحفي اليوم (الأربعاء)، تلقى “المحقق” نسخة منه: “لوحظ جريان لسيول وحدوث فيضانات في السودان، حيث وصل منسوب الأمطار الغزيرة في سنجة إلى 14 ملم، ومن المتوقع هطول المزيد من الأمطار الغزيرة في مناطق في جنوب جمهورية السودان خلال المدة من 10 إلى 17 يوليو، مما قد يؤدي إلى حدوث فيضانات”. وتابع البيان الذي قُصد به التنبيه: ” ابقَوا آمنين واتخذوا الاحتياطات اللازمة”.

من جهتها قالت وحدة الانذار المبكر بالهيئة العامة للارصاد الجوية السودانية أنه من المتوقع أن تتأثر كلا من جنوب ولاية النيل الابيض وشرق ولاية شمال كردفان بهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة بزوابع رعدية، والتي قد تتسبب في جريان المياه عبر الأودية والمناطق المنخفضة.

ودعت الهيئة مستخدمي طرق المرور السريع للقيادة بحذر، وكما نبهت قاطني المناطق المكشوفة والمنخفضة اتخاذ التدابير اللازمة.

وفي 11 يونيو الماضي قالت إِدِم وسورنو – مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال زيارة للسودان :” أشعلت الحرب في السودان كارثة إنسانية ذات أبعاد لم يسبق لها مثيل – ولا نهاية لها في الأفق، السودان، الذي كان في يوم من الأيام مضيفًا كريمًا لأكثر من مليون لاجئ، أصبح الآن يعاني من أكبر أزمة نزوح داخلي”.

وتوقع الخبير في الارصاد الجوي منذر الحاج هطول أمطار غزيرة تفوق معدلات العام الماضي، وقال على صفحته الرسمية بالفيس بوك: ” نلاحظ إستقراراً فى درجات الحرارة المسجلة لكن متوقع إنخفاض فى درجات الحرارة المحسوسة وذلك بسبب نشاط الرياح وهطول الأمطار فى مناطق كبيرة من البلاد”.

وتقول الأمم المتحدة وفق تقاريرها الرسمية: “يوجد في السودان أكبر عدد من النازحين في العالم حيث يبلغ عددهم أكثر من 11 مليون شخص – أو واحد من كل خمسة أشخاص في البلاد – بما في ذلك النازحين منذ منتصف أبريل 2023.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى