“المحقق” تقف على كواليس اجتماعات الاتحاد الأفريقي.. الجكومي: شاركنا لتثبيت المواقف وأبلغنا الاتحاد قبل السفر أننا لن نجلس مع قوى تقدم

القاهرة – المحقق – صباح موسى
أثارت اجتماعات الاتحاد الأفريقي للقوى السياسية والمدنية السودانية والتي عُقدت في أديس أبابا اليومين الماضيين، كثيرا من التساؤلات حول جدوى مشاركة القوى الوطنية التي تساند الجيش السوداني في هذه الاجتماعات، طالما أنها ترفض الجلوس مع القوى الأخرى في تنسيقية القوى المدنية والتي انقسمت إلى جناحين، إضافة إلى الهدف من هذه الاجتماعات، وعدم حضور عدد من القوى المساندة للجيش.
ختام المشاورات
وكانت قد اختتمت الاجتماعات التشاورية التي نظمتها الآلية الأفريقية رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي، والتي تناولت الأزمات في السودان الجمعة، وشارك في هذه الاجتماعات مجموعة من القوى والكتل السياسية السودانية، حيث تم تبادل الآراء والأفكار حول سبل إنهاء النزاع المستمر في البلاد.
تقدير الأمة
وفي بيان رسمي، أعرب حزب الأمة القومي عن تقديره للدور الفعال الذي يقوم به الاتحاد الأفريقي في توحيد القوى المدنية، مشيدا بالجهود المبذولة من قبل الهيئة الأفريقية في دعم السودانيين للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة الراهنة، وأكد الحزب أن الاتحاد الأفريقي يمثل المنصة الأساسية التي يمكن من خلالها تحقيق التوافق بين الأطراف المختلفة، مما يسهم في إنهاء النزاع وتحقيق السلام، كما دعا الحزب إلى ضرورة اتخاذ خطوات عاجلة تشمل وقف إطلاق النار وتقديم المساعدات الإنسانية لحماية المدنيين، وأكد الحزب على أهمية وضع جدول زمني محدد للمشاورات واللقاءات التي من شأنها أن تؤدي إلى بدء العملية السياسية بشكل منتظم، وشدد على أن إحلال السلام وإنهاء الحرب يعدان من الأولويات القصوى لتخفيف معاناة المواطنين وضمان وحدة وسيادة السودان.
الوطنية ترفض
من جانبه أوضح محمد سيد أحمد الجكومي، منسق القوي الوطنية المشاركة في اجتماعات الاتحاد الأفريقي والإيقاد لحل الأزمة السودانية، أن مجموعتهم رفضت التوقيع على بيان مشترك مع مجموعة “صمود” مؤكدا أن موقف صمود الداعم لمليشيا الدعم السريع المتمردة، لا يتيح لهم فرصة الجلوس معهم في مائدة حوار واحدة، ناهيك عن التوقيع معهم على بيان مشترك.
إثارة التساؤلات
وجاءت اجتماعات الاتحاد الأفريقي في توقيت دقيق يعيشه السودان من انقسام حاد بين القوى السياسية السودانية، علاوة على الحرب التي اقتربت من العامين، وعزم القوى التي تساند الدعم السريع على تشكيل حكومة موازية تسبقها بميثاق سياسي، ما يعرض البلاد لمزيد من التقسيم، مما أثار العديد من التساؤلات حول أهمية مشاركة القوى الوطنية في اجتماعات الاتحاد الأفريقي طالما أنها لن تجلس مع المجموعة الأخرى ولن توقع على بيان معها، وعن جدية الاتحاد الأفريقي نفسه في حل الأزمة السودانية.
رفض الجلوس
منسق القوى الوطنية المشاركة في اجتماعات الاتحاد الأفريقي محمد سيد سر الختم الجكومي أوضح من جهته، أنهم شاركوا في هذه الاجتماعات وهم مؤكدين للاتحاد بأنهم لن يجلسوا مع القوى التي تساند مليشيا الدعم السريع. وقال الجكومي رئيس الجبهة الثورية السودانية لـ “المحقق” إن القوى الوطنية المشاركة في الاجتماعات خاطبت الاتحاد الأفريقي يوم 6 فبراير، ردا على الدعوات التي أرسلها لنا، وأوضحنا فيه إننا لن نجلس هذه القوى، طالما أن يدها مع المليشيا ولا تدينها إدانات واضحة، مشددا على أن هذه القوى في نظرهم ونظر الشعب السوداني بأنها تمثل الذراع السياسي للدعم السريع المتمردة، مضيفا أن الاتحاد رغم هذا الرفض أرسل إلينا تذاكرالسفر، وأوضح بأن كل طرف سيكون بمفرده، مشيرا إلى اللنقسام الذي تم في تنسيقية القوى المدنية تقدم، وقال إن الاتحاد أرسل لهم الدعوة باسم تقدم، وإنها ذات المجموعة التي رفضت الجلوس معنا في الاجتماعات السابقة يوليو الماضي، بالرغم من أنها كانت قد وصلت أديس أبابا بتكلفة كاملة من الاتحاد، بدعوى أن مجموعتنا بها بعض الفلول، مضيفا مع إنها في اجتماعات القاهرة جلست مع الفلول مثل مبارك الفاضل وغيره.
قضايا الخلاف
ولفت الجكومي إلى أن المجموعة الوطنية التي شاركت كانت شفافة مع اللتحاد، قبل الوصول إلى أديس أبابا بحوالي 12 يوما، حتى لا يفاجأ باعتذارنا عن الجلوس مع هذه المجموعة التي نسميها “الفئة الباغية”، وقال إنه فور وصولنا قسمنا الاتحاد إلى مجموعتين واجتمع بكل طرف على حدة، موضحا أن الهدف من هذه الاجتماعات هو الرد على ماجاء في إجاباتنا على الأسئلة التي قدمها الاتحاد، وقال إن الاختلاف بيننا كان في 3 قضايا، الأولى قضية زمان ومكان الحوار، وقضية الأجندة، بالإضافة إلى أطراف الحوار، مضيفا أننا قدمنا إجاباتنا وكذلك المجموعة الأخرى، وتابع أن المجموعة الأخرى كانت تريد بيانا مشتركا معنا ونحن رفضنا ذلك تماما، وواصل لأننا لا نريد أي تقارب معهم، وقلنا لهم كل طرف يرفع رؤيته للاتحاد، وبعد ذلك يعمل الاتحاد على مواءمة الرؤيتين، ورأى أنه مالم تعلن المجموعة الأخرى عن رفضها التام لكل الانتهاكات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع، وتعلن انحيازها للخط الوطني وتعترف بمؤسسات الدولة الشرعية والجيش السوداني لا يمكن أن نجلس معها.
تثبيت المواقف
وأوضح الجكومي بأن اجتماعات الاتحاد الأفريقي هذه المرة كانت مواصلة للمشاورات التي حدثت في اجتماعات يوليو الماضي، وأنها ليست اجتماعات جديدة، وقال هناك ست أسئلة من الاتحاد أجبنا عليها كتابة والطرف الآخر لم يجب لأنهم كانوا مختلفين حولها في مكان وزمان انعقاد الحوار والمجتمع الدولي وغيرها من الأسئلة، مؤكدا أن مجموعته ذهبت إلى الاجتماعات هذه المرة لتثبيت المواقف والإجابة عن الأسئلة، مبينا أن الجميع في القوى الوطنية استلم دعوته من الاتحاد، وقال إنه حسب افادة رئيس آلية الاتحاد الأفريقي السفير محمد بن شمباس، وسفير الاتحاد الأفريقي بالسودان محمد بلعيش والذين أكدوا بأن الدعوة وصلت إلى كل من جعفر الميرغني ومني أركو مناوي، متعجبا من اعتراض البعض على مخرجات الاجتماع، متسائلا هل كان هناك مخرجات للإعتراض عليها، مضيفا نحن كقوى وطنية أصدرنا بيانا حول الاجتماع أكدنا فيه على اجتماعات يوليو ورفضنا الحوار مع القوى المتحالفة مع الدعم السريع، موضحا أنه لا توجد مخرجات، وأنها كانت مشاورات.