
أديس أبابا – المحقق – مريم أبشر
أصدر مجلس السلم والأمن الأفريقي، في اجتماعه الذى عقد بأديس أبابا اليوم (الثلاثاء) بياناً وُصف بالقوى بشأن الوضع في السودان
و طبقا للبيان الذى تحصل “المحقق” على نسخة منه فإن المجلس أخذ علماً بالملاحظات التي قدمها السفير محمد عروشي، الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الإتحاد الأفريقي ورئيس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي لشهر مارس 2025.
و استذكر المجلس قراراته وإعلاناته السابقة بشأن الوضع في السودان، لا سيما البيانات الصادرة في:
– الإجتماع الذي عقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات في 27 مايو 2023، و الإجتماع الذي عقد في 9 أكتوبر 2024،
والاجتماع الذي عقد على مستوى رؤساء الدول والحكومات في 14 فبراير 2025،
– بالإضافة إلى البيانات الصحفية الصادرة عن الاجتماعين المنعقدين في 21 مايو وفي 19 أغسطس 2024.
و أعرب المجلس وفق ذلك عن بالغ قلقه وإدانته الشديدة للتطورات الأخيرة في السودان، ولا سيما إعلان قوات الدعم السريع والقوى السياسية والاجتماعية المرتبطة بها عن إنشاء حكومة موازية في جمهورية السودان، محذراً من أن هذا الإجراء يحمل مخاطر جسيمة تهدد بتقسيم البلاد.
ودعا المجلس جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بأي حكومة موازية أو كيان يسعى إلى تقسيم وإدارة أي جزء من أراضي السودان أو مؤسساته، كما حث جميع الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على الامتناع عن تقديم أي دعم أو مساعدة لأي جماعة مسلحة أو سياسية تسعى إلى إقامة حكومة موازية أو كيان دولة داخل السودان.
وأكد المجلس أنه لا يعترف بالحكومة الموازية المزعومة أو بأي كيان في جمهورية السودان.
وجدد المجلس التزامه بالحفاظ على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، وبالتوصل إلى حل سلمي للصراع المدمر الحالي، والذي تسبب في أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث أدى إلى نزوح أكثر من 12 مليون مدني سوداني.
ودعا المجلس جميع الأطراف إلى الاستجابة لنداءات وقف إطلاق النار وضمان الوصول الإنساني دون عوائق خلال هذا الشهر الفضيل من رمضان، والالتزام بمحادثات سلام شاملة لإنهاء النزاع نهائياً واستعادة وحدة الدولة السودانية.
وجدد المجلس التزام الاتحاد الأفريقي الثابت بمواصلة التعاون مع جميع أصحاب المصلحة السودانيين من أجل إيجاد حلول مستدامة ودائمة لإنهاء النزاع في السودان بشكل نهائي، وذلك استناداً إلى خارطة الطريق التي اعتمدها الاتحاد الإفريقي في اجتماعه على مستوى رؤساء الدول والحكومات في 27 مايو 2023.
كما شدد المجلس على ضرورة استئناف عملية استعادة النظام الدستوري الديمقراطي، من خلال الحوار السياسي الذي ينظمه الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) مع الجهات السياسية والمدنية السودانية، وتنفيذ إعلان جدة الموقع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023.
وفي هذا الصدد، أكد المجلس على أهمية مواصلة التركيز على الركائز الست لخارطة الطريق الخاصة بالاتحاد الإفريقي، لا سيما الدعوة إلى وقف شامل لإطلاق النار، وضمان الوصول الإنساني، وإيجاد حل سياسي سريع للنزاع.
وأعرب المجلس عن دعمه لجهود كل من اللجنة الرئاسية المخصصة التابعة لمجلس السلم والأمن والفريق رفيع المستوى المعني بالسودان، الساعية إلى إيجاد حل سياسي توافقي لهذه الأزمة التي تهدد سيادة جمهورية السودان وسلامة أراضيها.
ووصف مصدر دبلوماسى رفيع بيان المجلس بالقوى و قال إنه أكد معارضة إتجاه المليشيا وحلفاءها لتشكيل حكومة موازية، و مثل البيان رفضاً مبدئياً وقوياً من الاتحاد الافريقي لأي اتجاه لتقسيم الدولة وتهديد وحدتها الترابية.
و يأتي البيان كنتاج طبيعي للتحركات القوية التى تقوم الدبلوماسية الرئاسية ووزارة الخارجية و البعثة الدبلوماسية بأديس أبابا.