مبارك أردول لـ(المحقق): هذه الحرب سوف تنتهي في طاولة التفاوض، و 25 أكتوبر لم تحقق أهدافها ولم يحن الوقت للحديث عنها

لا يحتاج مبارك أردول إلى مقدمة طويلة للتعريف به، فهو موجود ومتاح في الأوساط السياسية، وقريب من الناس، وربما يتعمد أحياناً إثارة الجدل، حد أنه تطارده الشائعات، ولا يعبأ بها تقريبًا، يكاد يكون رجلاً بلا أسرار، من كثرة التسريبات التي نُسبت إليه، وهو هنا في هذه المقابلة يدافع عن نفسه، وأحيانًا يبرر لمواقف محددة، أو يوضح ما التبس على الناس، طريقة خروجه من الشركة السودانية للموارد المعدنية، واستحقاقات ذلك الموقع، رحلاته المتعددة، رفضه ارتداء زي القوات المسلحة والبلاد في حالة حرب، ثم إدارة الصراع داخل الكتلة الديمقراطية التي ينتمي إليها، بينما يفضل الحديث باسم المجلس القيادي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، الذي يترأسه؛ فماذا قال في حواره مع (المحقق)؟
حاوره: عزمي عبد الرازق
مبارك أردول رجل تطارده الشائعات والاتهامات داخل وخارج الحكومة، يا ترى ما هو السبب؟
هذه الشائعات مرتبطة بالمعارك السياسية في البلد، ومثل هذه الاتهامات تصدر دائماً من الخصوم الذين لا يستطيعون مواجهتك مباشرة.
لماذا تصدر بحقك أنتَ على وجه التحديد؟
نحن من جيل الشباب، ولم تتجاوز خبرتنا السياسية حوالي العشرين عاماً مقارنة مع من لديهم عقود في هذا المجال، ولذلك يمكن أن يكون ايقاعنا سريع، وما قادرين يمسكوا علينا حاجة، ولا قضايا يلاحقوننا بها، ولذلك يطاردوننا بالشائعات والدسائس.
هل تعتقد بوجود مؤامرة تسببت في خروجك من الشركة السودانية للموارد المعدنية؟
بلا شك، مؤامرات وليست مؤامرة واحدة، ومتعددة الأطراف، هدفت لإخراجي من الحكومة ومن قطاع التعدين.
ماهو السبب وراء ذلك؟
في ناس بيفتكرونا بنستمد قوتنا من قطاع المعادن، ولذلك في سبيل تحجيم دورنا وفاعليتنا قرروا يسحبوا مننا عنصر القوة، لكنهم اكتشفوا أن الأمر بتلك الصورة غير صحيح، والحقيقة أننا كنا نمنح تلك المواقع قوة، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه.
استمعنا إلى كثير من التسريبات التي تخصك، فهل تم اختراق هاتفك بالفعل أو التجسس عليك؟
من قبل فترة عرفت بمسألة التجسس، فبمجرد أن سُمح لحميدتي بإدخال أجهزة التجسس الإسرائيلية (بيغاسوس) تأكدت أنه سيخترق بعض الشخصيات والجهات المناوئة له، وعلمت من مصدر أمني كبير أن هذه الهواتف كلها تم اختراقها، وقد انتبه الفريق الأمني الذي كان يعمل معي إلى هذا الأمر، خصوصًا وأن الشبكة كانت تختفي داخل المنزل الذي أقطنه، بصورة غير طبيعية.
كيف تأكدت من ذلك؟
في أحد الأيام دار بيني وحميدتي نقاش في أمر تحدثت فيه مع شخص واحد فقط، ولم يكن قد مرّ وقت طويل على ذلك الحديث، وقد أخبرني بعد ذلك بنفسه أنه يمتلك لي تسجيل وأنا أتحدث عنه، وقلت له أنشره، لكن مثل هذه الأدوات في السياسة موجودة بالرغم من أنها خبيثة وغير أخلاقية، ويجرمها القانون.
أو معنى هذا أن الدعم السريع يتجسس على قادة الجيش خلال هذه الحرب؟
لا أعتقد أنهم يمتلكون أجهزة حدود فعاليتها أبعد من حي المطار، فهم كانوا يستخدمونها في ذلك النطاق قبل الحرب، ولو سمعت تسجيلات غرفة القيادة والسيطرة فهى في تلك الرقعة الجغرافية المحدودة، لكن خارج الخرطوم يبدو ذلك من الصعوبة بمكان.
أنت حاليًا تعيش خارج السودان، فلماذا لا تتواجد بالداخل؟
لأني حاليًا ليس لدي بيت في السودان، والأمر الآخر لا أشغل أي وظيفة تتطلب وجودي بالداخل سوى قيادة الحزب، والأفضل للحزب أن أتحرك وأشارك في الأنشطة الخارجية، وفي الماضي كان البيت في الخرطوم وكذلك العمل، كما أنه لا يوجد التزام يتطلب وجودي في بورتسودان، فإذا تغيرت الظروف حا أكون موجود بالتأكيد.
حسناً، ماالذي يمنعك من ارتداء زي القوات المسلحة والبلد في حالة حرب وأنت داعم للقوات النظامية؟
لا أنا لا يمكن أن ألبس الزي العسكري إطلاقاً.
لماذا؟
لأنني خلعت الزي العسكري قبل سنتين، والآن أنا سياسي ولدي دوراً سياسياً أقوم بها، بعدين البلد ليست في حوجة لأفراد ليكونوا عسكريين، أو قيادة عسكرية، هنالك ما يكفي من قادة الجيش، وأنا أفضل حتى قادة المقاومة أن يكونوا من قدامى المحاربين، ولذلك وجودنا في الملعب السياسي مهم، لأن تسعين في المائة من هذه المعركة خارج الميدان.
أليس لديكم قوات موجودة في الميدان؟
نحن استنفرنا آلاف من عضوية التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، وهم حاليًا في الميدان، وعدد الشهداء من عضوية التحالف تجاوز المائة، وحتى أحداث تمبول الآخيرة لدينا فيها 4 شهداء و7 من الجرحى وأكثر من 11 من المفقودين، وعما قريب حا نعمل تأبين لهؤلاء الشباب الذين قدموا تضحيات، ونحن قمنا بهذا العمل استجابة لنداء القائد العام للجيش، ولا نريد أن نحدث ضجيجاً حتى لا يتم تصوير الأمر كأننا نسعى من وراء ذلك إلى مكاسب سياسية.
البيان الذي أصدرته الكتلة الديمقراطية غير سليم ونحن عارفين في لقاءات بتتم مع تنسيقية تقدم
ثمة ارهاصات عن وجود صراع مكتوم داخل منظومة القيادة، وبالتحديد في مجلس السيادة، وقد ألمح الفريق أول ركن ياسر العطا لذلك الأمر، فماذا هنالك؟
والله أنا أنصح الأخوة العسكريين خاصة في المجلس السيادي بالمحافظة على التوحد بينهم، لأن النصر المطلوب رهين بتوحدهم، أي نوع من “دق إسفين” سوف تكون الهزيمة الشاملة.
ثمة اتهامات لك بأنك تريد أن تقود انشقاقاً داخل الكتلة الديمقراطية بالتقارب مع تنسيقة تقدم ما صحة ذلك؟
لا يمكن أن أقود انشقاق داخل الكتلة الديمقراطية، أنا واحد من الأشخاص والتنظيمات كنت وراء صناعة الكتلة، حتى الاسم والعضوية والترشيحات كلها ساهمنا فيها، وبالتالي لا يمكن زول يبني بيت ثم يقوم بهدمه تحديدًا في هذا الوقت الذي يسعى فيه الجميع إلى مأوى.
أين المشكلة أذاً؟
الكتلة فيها تنوع وتباينات، ونحن نريد أن نحفظ تلك التباينات داخل الإطار العام، وبعدين الكتلة فيها تنظيمات مسلحة وتنظيمات مدنية.
أي محاولة “لدق إسفين” بين قيادات الجيش سوف تتسبب في هزيمة شاملة
لكن الكتلة أصدرت بياناً من قبل وقالت إنك تمثل نفسك في إحدى اللقاءات الخارجية؟
صراحة ذلك البيان ما كان سليم، وغير متفق حوله، وهو واحد من الأخطاء، ونحن عارفين في لقاءات بتتم مع تقدم.
إذن مَن الذي فوضك لتتحدث باسم الكتلة الديمقراطية؟
مافي أي مكان أنا مشيت طلبت تفويض لأتحدث باسم الكتلة، ولكن المتحدثون باسم الكتلة لا يقولون إلا ما نريده نحن، ولدينا صفات أخرى تؤهلنا للحديث، والبلد الآن في أزمة وإذا لم نتحدث اليوم فمتى نتحدث؟ ولذلك الأفضل أن تدار التباينات داخل الكتلة بهدوء، وأنا لا أتفق مع الرأي الذي يقول بأن الحوار السياسي مع الأطراف المختلفة يجب أن يبدأ بعد الحرب، ولكن الحرب لا تنتهي في الميدان، الحرب تنتهي بعملية سياسية، والسياسيون عليهم أن يتقدموا الصفوف لإيجاد حلول وتسوية والبحث عن مخارج.
ماذا تقصد بأن الحرب لا يمكن أن تنتهي في الميدان؟
هذه الحرب لا يمكن تنتهي في الميدان، وإنما سوف تنتهي في طاولة التفاوض.
لا يمكن أن ألبس الزي العسكري إطلاقاً
ماهي دقة المعلومات التي تتحدث عن دعوتكم للمشاركة في اجتماعات بالإمارات؟
لا علم لي بذلك
ماهو موقفكم من أبوظبي بعد أن ثبت تورطها في هذه الحرب؟
موقفنا من الإمارات كتنظيم وكتلة ديمقراطية واضح، وذلك بالرغم من أن العلاقات الرسمية لم تُقطع، وأكثر من 80% من ذهب السودان يصدر إلى الإمارات، وحصائل الصادر عبر بنك النيلين فرع أبوظبي مستمرة، ولكن لا يمكن أن تُمنح الإمارات دوراً سياسياً بهذه السهولة كأنها لم تفعل شيء، وبالتالي ما ممكن الإمارات تقدم لينا دعوة ونشيل شنطنا وطوالي نمشي ليها.
مؤامرات متعددة الأطراف وراء خروجي من قطاع التعدين
قرأت لك مرة بأن تصنيف هذا مع ميليشيا الدعم السريع وهذا مع الجيش ثنائية لا تتسع لطموحاتكم، ماذا أردت أن تقول؟
في الخطاب الشعبي مع الحرب لاحظت بأنه يتم تصنيف الناس هؤلاء مع الجيش وهؤلاء مع الدعم السريع، ولكن ما أعتقد بأن القوتين ديل بيحددوا الفكر السياسي الذي نعتنقه.
لكن إزاء معركة مصيرية تقودها القوات المسلحة؟
المعركة أكبر من القوات المسلحة، هى معركة متعلقة بالدولة، ولذلك الثنائية الشعبية لا تسعنا، والقوات المسلحة تقوم بدورها في الدفاع عن الوطن، ولذلك لا يمكن أن تصنف التنظيمات السياسية بأنها تتبع للقوات المسلحة، ولا حتى للدعم السريع.
ما ممكن الإمارات تقدم لينا دعوة ونشيل شنطنا ونمشي ليها طوالي
هل أنت نادم على المشاركة في القرارات التصحيحية أو ما يسمى بانقلاب 25 أكتوبر؟
للأمانة 25 أكتوبر لم تحقق أهدافها، ولم يحن الوقت للحديث عنها، وقد كان خلافنا مع قوى الحرية والتغيير حول توسيع قاعدة المشاركة، وهى لم تكن تشاور أحد في تشكيل الحكومة أو الانتقال، ونحن وقفنا ضد الإنقاذ ولم نصالحها حتى سقطت.
لا ناس حمدوك وقوى الحرية والتغيير كانوا بشاورنا حول الحكومة ولا العساكر الآن بشاورنا
ماذا عن اتفاقية السلام التي وقعتها الحركة الشعبية في 2005؟
اتفاقية السلام كانت بالنسبة للإنقاذ مجرد هدنة استمرت لسنوات حتى تصاعدت الحرب، والمهم نحن شلنا قوى الحرية والتغيير وحمدوك لأنهم ما كانوا بشاورونا وهسه ما بشاورونا في أي حاجة، العساكر براهم هم الحاكمين وهم البعينوا الحكومة، ودايرين حتى يغيروا الوثيقة الدستورية، هذا الأمر لا يمكن أن يستقيم بهذا الشكل، ويجب أن يكون هنالك حوار بين العساكر والمدنيين حول إدارة الفترة الانتقالية.