الجيبوتي محمود يوسف: حلحلة الأزمات أولوية للمفوضية الأفريقية

المحقق – محمد عثمان آدم
وعد الجيبوتي المنتخب لتوه أن حلحلة الصراعات الدائرة في القارة أولوية قصوى إن تم انتخابه لمقعد المفوض، وها هو الآن منتخب بعد ان هزم رايلا اودينقا في انتخابات مشهودة هذا الأسبوع.
فقد كتبت صحيفة (نيل بوست أوف أوغندا) الأحد أن فوز يوسف وهزيمة أودينقا أثارت ردود فعل متباينة في كينيا. إذ أعرب بعض أنصار الكيني عن خيبة أملهم، بينما اعتبرها آخرون فرصة لأودينقا لإعادة التركيز على طموحاته السياسية، وخاصة الترشح المحتمل لرئاسة كينيا في عام 2027
ونقلت إذاعة صوت أمريكا الموجهة للقارة الافريقية أن فوز الجيبوتي على الكيني جاء عنوة واقتداراً ، و نحت وكالة الأنباء الأفريقية ذات المنحى من الاحتفاء بالقادم و لكن أي من المواقع الأفريقية باستثناء وكالة أنباء عموم أفريقيا التي ذكرت أن الفشل قسمة بين الجميع وأن القادة الأفارقة يتحملون وذر عدم الإنجاز الذي طمر فترتي رئاسته وبغير ذلك لم تذكر موسى فكي المغادر للمقعد “لا بخير و لى بشر”.
واستخدمت سالمه ناموانجي في صحيفة نايل بوست أوف أوغندا فعلاُ طريفاً إن شئت فهمت منه أن وزير خارجية جيبوتي الأسبق محمود علي يوسف بز رايلا أودينقا في الانتخابات والمضاربة في سوق الفوز وخرج حاملا لكرسي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي المرغوب فيه، وإن شئت فهمت منه أنه سلخه سلخاً إذ صرعه المرة تلو الأخرى لسبع شداد و فاز بالمقعد في انتخابات متنازع عليها بشدة في القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إثيوبيا، يوم السبت. ولك ان تفهم ما تريد وانت تعلم ما بين يوغندا وكينيا وما بينهما وكل منهما يسعى لريادة المنطقة الشرقية الوسطي من القارة و خاصة ما نطق منها بالسواحيلية لغة.
كانت الانتخابات بمثابة تتويج لسباق تنافسي شهد خروج أودينقا الكيني بعد حصوله على 22 صوتًا فقط في الجولة السادسة من التصويت و حصل يوسف بالطبع على 33 صوتا.
وشهدت القمة أيضًا انتقالًا للقيادة في الاتحاد الأفريقي، حيث تم انتخاب الرئيس الأنغولي جواو لورينسو رئيسًا جديدًا للاتحاد الأفريقي، خلفًا للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
وكانت المنافسة على منصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي بين ثلاثة مرشحين بارزين: رايلا أودينجا من كينيا، وريتشارد راندرياماندراتو من مدغشقر، ومحمود علي يوسف من جيبوتي. لكن تم إقصاء راندرياماندراتو في الجولة الثالثة من التصويت، تاركًا أودينغا ويوسف في مواجهة بعضهما البعض. وفي النهاية حصل يوسف على المنصب.
و قالت الصحيفة اليوغندية إن هزيمة أودينقا اثارت ردود فعل متباينة في كينيا. في حين أعرب بعض أنصاره عن خيبة أملهم، اعتبرها آخرون فرصة لأودينجا يلعق فيها جراحه و يعيد التركيز على طموحاته السياسية، وخاصة الترشح المحتمل لرئاسة كينيا في عام 2027.
و يخلف محمود يوسف، التشادي موسى فكي محمد، الذي شغل المنصب لدورتين متتاليتين منذ عام 2017 عز فيهما الانجاز وكثر الهمس المجهور حول أداء المفوضية و للسودان في هذا مثل عجيب يقولون فيه ” عجبني للمرقوت”!!
يأتي انتخاب يوسف في وقت حرج بالنسبة للاتحاد الأفريقي، الذي يواجه تحديات ملحة، بما في ذلك الصراعات المستمرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان، فضلاً عن الصعوبات الاقتصادية الواسعة النطاق التي تفاقمت بسبب سحب الولايات المتحدة للمساعدات المالية للعديد من الدول الأفريقية.
وبصفته رئيسًا جديدًا لمفوضية الاتحاد الأفريقي، يواجه يوسف مهمة شاقة تتمثل في معالجة القضايا الحرجة في القارة، بما في ذلك تعزيز الأمن، وتشجيع النمو الاقتصادي، وتنفيذ الإصلاحات لتعزيز نفوذ أفريقيا على الساحة العالمية.
لكن يوسف و هو دبلوماسي معتق وهو اقدم وزير خارجية في القارة جمعاً -2005 – قد لا ينافسه في ذلك إلا وزير خارجية ارتريا إن لم تخن الذاكرة، كان كأنه يسعي لهذا الأمر و يعد له عدته منذ زمان بعيد إذ قال وفقا لإذاعة صوت أمريكا حتى قبل انتخابه العام المنصرم إنه أكد السعي لحلحلة الصراعات الأفريقية التي أقعدت القارة و أنه لن يجعل في بطانته في المفوضية إلا من كان شاطرا حصيفا مؤهلا.
وكتب هارون معروف في موقع صوت أمريكا (الأحد) أن يوسف الذي احتفل بعيد ميلاده الستين قبل أسبوع، هزم رئيس الوزراء الكيني السابق رايلا أودينقا ووزير خارجية مدغشقر السابق ريتشارد راندريماندراتو.
استغرق الاختيار من الجولات التصويتية سبعاً.
وكان يوسف قد حل ثانياً في الجولتين الأولى والثانية خلف رايلا. وفي الجولات الأربع التالية، تقدم يوسف حتى أصبح المرشح الوحيد في الجولة السابعة، بحصوله على 33 صوتاً لا تقبل المماحكة للفوز في الجولة النهائية.
وشارك في القمة جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 55 دولة، باستثناء ست دول تم تعليق عضويتها. وقالت الاذاعة نقلا عن مصدر في وزارة الخارجية الإثيوبية إن 29 رئيساً وثلاثة نواب للرئيس وأربعة رؤساء وزراء وملك يحضرون القمة.
لكن يوسف سيرث أزمات طباقا منها الصراع في ثاني أكبر دولة في أفريقيا، جمهورية الكونغو الديمقراطية، في أعقاب المكاسب الإقليمية الأخيرة التي حققها متمردو حركة 23 مارس. و السودان هو نقطة محورية رئيسية أخرى للصراع الذي سيتعين على يوسف التعامل معه كقيادي افريقي صميم لا يركن إلا لضميره؛ إلا أنه وفي مقابلة مع إذاعة صوت أميركا لمنطقة القرن الأفريقي العام الماضي، تعهد يوسف بالعمل على “إسكات أصوات البنادق” في القارة. وقال: “إن إسكات البنادق، ومنع الصراعات، وحل تلك الحروب والأزمات الداخلية، التي نواجهها بالفعل هي واحدة من الأولويات”.
“بالطبع، هذا شيء نحتاج إلى العمل عليه، وسأتأكد من أن المفوضية ستركز على هذا البرنامج على وجه الخصوص”. وقال يوسف أيضًا إنه سيعمل على إصلاح المنظمة، وتجنيد الأفارقة الأكثر تأهيلاً ومهارة، وجعل التميز والجدارة والكفاءة المبدأ الأساسي.
وأضاف: “إذا كان لديك طاقم جيد في المفوضية، فسيكون من الأسهل علينا جميعًا تنفيذ الإصلاحات التي أقرها قادتنا بالفعل”.