تقارير

كيف اهتمت وسائل الإعلام الدولية والمحلية بتنصيب بول كاغامي

المحقق – عثمان صديق

أجمعت وسائل الإعلام الأجنبية والمحلية، وهي تغطي تنصيب الرئيس الرواندي بول كاغامي بعد إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، بأن كاغامي هو الرجل القوي في رواندا منذ أن أطاح، في يوليو 1994، بحكومة الهوتو التي حرضت على الإبادة الجماعية والتي راح ضحيتها – بحسب الأمم المتحدة – أكثر من 800 ألف شخص من أقلية التوتسي الروانديين.

ومن عام 1994 إلى عام 2000، شغل منصب نائب الرئيس والحاكم الفعلي، قبل أن يصبح رئيساً رسمياً. كما ويُنسب إليه الفضل في الانتعاش الاقتصادي المذهل الذي حققته بلاده منذ ذلك الحين إذ أضحت رواندا مستقرة نسبياً، و سعى كاغامي لتحويلها إلى “سنغافورة أفريقيا”.

وقد تعهد في يمينه الدستورية بالحفاظ على السلام والسيادة الوطنية، وتعزيز الوحدة الوطنية. كما تعهد بعدم استخدام الصلاحيات الممنوحة له لتحقيق مصالح شخصية وأنه في حال فشل في الوفاء بهذا القسم، فليخضع لصرامة القانون.
.
وقد تطرقت بعض الوسائط الإعلامية الأجنبية إلى جوانب أخرى من الصورة الزاهية للقائد الأفريقي إذ جاء في مقال “جون افريك” :وبما أن 65% من السكان تحت سن الثلاثين، فإن معظم الروانديين لم يعرفوا سوى بول كاغامي على رأس بلادهم. قالت تانيا إيريزا، وهي تاجرة تبلغ من العمر 27 عامًا جاءت لحضور الحفل – “لقد غيرت قيادته أمتنا. وفي ظل نظامه، تعافت رواندا من ماضيها المأساوي لترسم طريقا نحو الرخاء والوحدة والابتكار”.

وقالت قناة “افريكا نيوز ” وهي قناة إخبارية أفريقية : “منع اثنين من أشد منتقديه من الترشح للمناصب العليا، مما أثار تساؤلات حول المناخ السياسي في رواندا.”

وأضافت مجلة ” جون افريك” أنه ” لم يُسمح إلا لمرشحين اثنين فقط بخوض الانتخابات ضده في يوليو الماضي و مُنع ستة آخرون , والاثنان هما فرانك هابينيزا، زعيم حزب المعارضة الوحيد المرخص (الحزب الديمقراطي الأخضر) وحصل على 0.50%، بينما حصل المستقل فيليب مباييمانا على و0.32% من الأصوات.

أما موقع ال “بي بي سي نيوز” فجاء فيه :بينما تحسنت الحياة في رواندا، يتهم كاغامي بزعزعة استقرار جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة. وقبل أيام قليلة من انتخابات يوليو، ذكر تقرير للأمم المتحدة أن هناك نحو 4000 جندي رواندي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يتهمون بدعم جماعة المتمردين إم23، مما أدى إلى تأجيج خلاف مرير بين البلدين. وفي عهد كاغامي، غزت القوات الرواندية جمهورية الكونغو الديمقراطية مرتين، قائلة إنها كانت تلاحق ميليشيات الهوتو المرتبطة بالإبادة الجماعية عام 1994. ولم يكن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي من بين الزعماء الأفارقة في حفل التنصيب.

وفي خطابه، بدا كاغامي وكأنه ينتقد تشيسكيدي لفشله في المساعدة في هزيمة المتمردين الروانديين المتمركزين في جمهورية الكونغو الديمقراطية. مشيرا إلى أنه “ما لم يتغير جهود الوساطة لن تنجح”

ومن جهته أشار الموفع الفرنسي “لاكروا” الإخباري بأن رواندا تتهم بتأجيج عدم الاستقرار في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية المجاورة من خلال القتال إلى جانب تمرد إم23. وأضاف الموقع أن العاصمة لواندا قالت إنه من المتوقع أن يجري الرئيس الأنجولي جواو لورينسو، الذي حضر مراسم الأحد، محادثات مع كاغامي حول اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في جمهورية الكونغو الديمقراطية الشهر الماضي بوساطة أنجولية. وقد تفاوضت أنغولا على هذا الاتفاق بعد اجتماع بين وزيري خارجية جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. لكن في اليوم الذي كان من المقرر أن يدخل فيه حيز التنفيذ وهو الرابع من اغسطس، سيطر متمردو إم23 على بلدة على الحدود مع أوغندا وهم الذين سيطروا على مناطق واسعة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ إطلاق هجومهم في نهاية عام 2021م.

وأيا كانت نظرة بعض منتقديه له فهي لن تنتقص من حجم الانجازات التي شهدتها بلاده “سنغافورة إفريقيا” ولن تنتقص منه كقائد فذ أخرج بلاده من حضيض الحروب إلى سفوح التنمية والازدهار حتى صار هو وبلاده مثالا يحتذى في العزيمة وصدق الوطنية . هذا ومن المتوقع أن يعين كاغامي رئيس الوزراء في غضون 15 يومًا من تنصيبه، والذي سيساعد بعد ذلك في تشكيل بقية مجلس الوزراء في غضون 15 يوماً أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى