أخبارسياسية

منظمات غربية غير حكومية: ضعف تمويل الغرب للعمل الإنساني يفاقم المأساة في السودان

أوسلو – المحقق
وجهت خمس منظمات دولية غير حكومية غربية نداءً قويا، اتهمت فيه الغرب والعالم بالمسؤولية المباشرة عن معاناة ملايين ضحايا الحرب في السودان.

وتعد هذه إحدى المناسبات القليلة التي تعلن فيها هذه المنظمات، المعروفة بنفوذها في العمل الإنساني في الغرب، وتأثيرها الواسع الممتد من النرويج إلى المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، بأن 10% فقط من النداءات المُوجّهة لمساعدة المدنيين السودانيين ضحايا الكوارث الطبيعية والبشرية المتعددة قد تم تلبيتها من الجهات الغربية المانحة.

وفي بيان مؤثر صدر (الخميس)، رسمت المنظمات الخمس، وهي المجلس الدنماركي للاجئين، ولجنة الإنقاذ الدولية، والمجلس النرويجي للاجئين، ومنظمة كير الدولية، ومنظمة ميرسي كوربس، صورة قاتمة لمعاناة المدنيين الذين تعرضوا للاغتصاب والاعتداء الجنسي والمجاعة والقصف، بينما يقف العالم متفرجًا دون أي تحرك.

وأشار البيان الصادر بمناسبة مرور ما يقرب من عامين على اندلاع الحرب، إلى أن الحرب في السودان قد خلقت كارثة إنسانية لا مثيل لها. “الهجمات على المدنيين لا هوادة فيها. تتعرض النساء والفتيات لعنف جنسي ممنهج. ويُظهر استخدام الاغتصاب كسلاح حرب، حسبما ورد، إحدى أحلك صور الصراع. في هذه الأثناء، تُمنع المساعدات المنقذة للحياة من الوصول حتى لا تساهم في منع انتشار المجاعة، مما يدفع مجتمعات بأكملها نحو المجاعة، ويهدد موسم الأمطار الوشيك بغمر طرق النقل الحيوية، ويزيد من صعوبة الوصول إلى المجتمعات المحتاجة”، هذا ما جاء في البيان.

وأعرب البيان الذي وقّعه كلٌّ من شارلوت سلينتي، الأمينة العامة للمجلس الدنماركي للاجئين، وديفيد ميليباند، الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، ويان إيجلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، ورينتي فان هايرينجن، رئيسة اللجنة التنفيذية لمنظمة كير الدولية، وتجادا دوين ماكينا، الرئيسة التنفيذية لمنظمة ميرسي كوربس، عن أسفهم لأن “فشل العالم في تمويل العمل الإنساني في السودان أصبح الآن أكبر عقبة أمام إنقاذ الأرواح. لم يتم تأمين سوى 10% من نداء هذا العام البالغ 4.1 مليار دولار لمساعدة 20.9 مليون شخص في السودان”.

كما حذّروا من أن وضع الحرب والتطورات هناك لها آثار خطيرة على جيران السودان.
ويضيف البيان بأن جهود دعم اللاجئين والعائدين في الدول المجاورة لا تزال تواجه نقصاً حاداً في التمويل وهذه الفجوة الكارثية تُجبر المستجيبين المحليين السودانيين على إغلاق المطابخ الجماعية المنقذة للحياة والعيادات المتنقلة، رغم أنهم العمود الفقري للاستجابة الإنسانية، إذ ينقذون الأرواح يوميًا من خلال إيصال الطعام والماء والرعاية الطبية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها”.

وحذّر البيان من أن المؤتمر الوزاري المقبل حول السودان، المنعقد في المملكة المتحدة، يجب أن يكون نقطة تحول. ينبغي على قادة العالم تجاوز الخطابات الكلامية واتخاذ إجراءات فورية وملموسة لإنهاء الصراع، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، ووقف تفاقم المجاعة.

وشدد البيان على أن “هذا يتطلب مواجهة حقيقة قاسية: عندما ينضب التمويل، لا يعاني الناس فحسب، بل يموتون أيضًا. تحتاج المنظمات الإنسانية، بما في ذلك المستجيبون المحليون، إلى موارد الآن – وليس غدًا، وليس بعد جولة أخرى من المحادثات – لوقف الخسائر اليومية في الأرواح التي يمكن الوقاية منها”.

وأكد البيان أن “تأخر العالم في اتخاذ الإجراءات قد أودى بحياة عدد لا يحصى من الناس. هذا لا يمكن أن يستمر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى