حوارات

في الذكرى الثانية للحرب: الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية لـ ” المحقق”: الحرب بدأت 13 أبريل والطلقة الأولى كانت في مروي

حاورته – صباح موسى

في الذكرى الثانية للحرب في السودان، مرت البلاد بأحداث جسيمة عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وعاش الشعب السوداني مآساة إنسانية هي الأفظع على مستوى العالم، مابين قتيل وجريح ومشرد ونازح ولاجئ في بقاع الأرض، عامان من الخراب والدمار عاشهما السودانيون، بفعل مليشيا متمردة ارتكبت كل أنواع المجازر والانتهاكات بحق المواطنين العزل، وسط صمت دولي محير وربما متواطئ مع مايجري من أحداث، لتثبت الحرب في السودان أن شعارات المجتمع الدولي من حماية حقوق الإنسان ومعاقبة الجناة على ذلك، أنها مجرد شعارات ذهبت أدراج الرياح مع تشريد الملايين، ومع استغاثة النساء وصراخ الأطفال وإهانة الشيوخ وقتل الشباب في هذا البلد الكبير والمهم، جرت مياه كثيرة تحت جسور العمالة والأجندات الإقليمية والدولية، وتغيرت موازين القوى في ساحات القتال، وظهر للشعب السوداني من هو الصديق ومن هو العدو داخل البلاد وخارجها، اليوم بعد مرور عامين، المليشيا التي كانت تحاصر العاصمة الخرطوم والقيادة العامة وتحتل القصر الجمهوري والمناطق الحيوية، والتي سيطرت بدعم خارجي كبير على عدد من ولايات ومدن السودان في سنار والجزيرة وكردفان، الآن هذه المليشيا تلملم أزيال الهزيمة وحسرة الخسارة ودمار قواتها الصلبة التي تم التخلص منها بشكل كبير إلى غرب البلاد في دارفور، يقتلون ويحرقون ويشردون معسكرات النزوح حول الفاشر، ربما محاولة أخيرة للاستيلاء على المدينة الصامدة، حتى تكتمل سيكرتها على ولايات دارفور الخمس، فما لا يدرك كله لا يترك كله، تعويضا لضياع السودان من مؤامرتها التي باتت معروفة للجميع، لتبقى دارفور المسمار الأخير في نعش التمرد في السودان.

أحداث المدينة الرياضية كانت تداعيات لتحركات التمرد

في الذكرى الثانية للحرب في البلاد، أجرينا حوارا مع الناطق الرسمي للقوات المسلحة العميد ركن نبيل عبد الله أحد الأبطال الذي ظل يمارس عمله تحت وطأة حصار القيادة العامة شاهدا على العصر والتاريخ… وفيما يلي نص الحوار.

بداية… أين كنتم في اليوم الأول للحرب؟

في اليوم الأول للحرب في الخامس عشر من أبريل من عام 2023، كنا في القيادة العامة للقوات المسلحة.

ظللتم محاصرين داخل القيادة العامة شهوراً طويلة كيف تعاملتم مع هذا الحصار حياتياً وإنسانياً؟

يوميات وتفاصيل الأحداث مكانها مذكرات القادة مستقبلا باذن الله.

كيف كانت درجة استعداد الجيش في هذا اليوم؟

درجات الاستعداد، بالطبع كان قد تم رفعها عقب التحركات التي قامت بها مليشيا الدعم السريع توطئة لتمردها، عندما تحركت إلى مروي، وعندما حركت قواتها من مختلف مناطق السودان وحشدتها داخل العاصمة دون تنسيق مع القوات المسلحة، ولو تذكرون وقتها كنا دقينا ناقوس الخطر وأعلنا للشعب السوداني أن هذه التحركات جرت دون الرجوع للقوات المسلحة أو حتى مجرد التنسيق معها.

في تقديرك مَن أطلق الرصاصة الأولى ومتى تم اطلاقها؟

أعتبر أن الطلقة الأولى بدأت منذ أن تحدت مليشيا الدعم السريع توجيهات وتعليمات القيادة العامة للقوات المسحة الواضحة بوقف التحشدات، ووقف إرسال القوات إلى مروي في اليوم الثالث عشر من أبريل، وهو اليوم الفعلي لبداية هذه الحرب المشؤومة، ومنذ تحشيد عناصر الدعم السريع من كل أنحاء البلاد، ولاحظنا تمركزهم في كل المواقع الحساسة في العاصمة القومية، وكان كل ذلك مؤشرات واضحة جدا على النوايا الخبيثة المبيتة لضرب البلاد وأمنها واستقرارها.

عازمون على، ومستمرون في ، تطهير كامل التراب الوطني السوداني

لكن البعض يرى أن الطلقة الأولى بدأت في المدينة الرياضية صباح 15 أبريل؟

الأحداث التي بدأت في المدينة الرياضية بالخرطوم عندما أطلقوا النار على القوات التي ذهبت لتكون هناك، ماهي إلا تداعيات للتحركات وهذا التمرد غير المعلن الذي سبق 15 أبريل بفترة طويلة.

وكيف ترى المراحل التي مرت بها الحرب على مدى عامين؟

هذه الحرب بدأت كما تابعتم من قلب العاصمة القومية ومن داخل الخرطوم ومن داخل محيط القيادة العامة، والآن تمكنت قواتنا من تغيير المشهد بشكل كبير والسيطرة على الأوضاع، ووقف زحف تمدد التمرد إلى ولايات مختلفة في السودان، نحن الآن الحمد لله قد أكملنا تطهير معظم ولايات السودان وتبقت ولايات قليلة في غرب البلاد، وسوف تصلها قواتنا المسلحة بلاشك وسيتم تطهيرها، ونحن أعلنا أكثر من مرة أننا عازمون ومستمرون أكثر من أي وقت مضى، على أن نطهر كامل التراب الوطني السوداني من أي وجود لهذه المليشيا المتمردة، التي نعلم جيدا أنها مجرد أداة خبيثة ويد تعبث بهذه البلاد لقوى إقليمية كبيرة تدعمها بالمال والعتاد وبكل معينات الدعم لأي تمرد، لكن باذن الله كل هذه الأموال التي صرفت وكل هذا العتاد الذي تم تسخيره لهذه المليشيا سوف تكون وبالا عليهم حسرة ثم لا ينصرون.

*استعدنا زمام المبادرة وسوف نصل إلى ولايات دارفور ونحررها*

كيف تقيم وضع الجيش الآن؟

نحن الآن نستعيد زمام الموقف تماما ونسيطر على الأوضاع في مختلف جبهات القتال، وأتوقع باذن الله أن يتم تطهير كامل ترابنا الوطني في وقت وجيز.

البعض يرى أن الجيش بعد تحريره لولايات الوسط وتأمينه لولايات الشرق والشمال، ربما لا يركز كثيرا على الفاشر وباقي ولايات دارفور؟

القوات المسلحة قوات قومية ظلت واستمرت وستبقى هكذا، وذكرنا كثيرا أننا هدفنا النهائي تطهير كامل البلاد ومستمرون في آداء هذا الواجب.

هل تم تطهير العاصمة المثلثة تماما (الخرطوم وبحري وأم درمان)؟

نظفنا كامل مدينة الخرطوم، والخرطوم بحري، وقطعنا شوطا بعيدا في نظافة أم درمان، وتبقت جيوب محدودة جاري العمل على تصفيتها.

الأموال والدعم الخارجي الذي أتى للمليشيا سيكون وبالاً عليهم ولن ينتصروا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى