اللساتك و البندقية

راشد عبد الرحيم
عندما أحرقوا اللساتك في الشوارع و جاروا علي حق الناس في التنقل عرفنا معنى الشعارات التي أطلقوها و لم يثبتوا عليها ساعة .
أول خرق لشعاراتهم مخالفة وعدهم بحكومة مستقلة لا تدخلها الأحزاب مباشرة رأيناهم يتوزعونها فيما بينهم لتنالها أحزابهم من المؤتمر السوداني إلي البعث و الأمة و غيرها فعينوا خالد عمر يوسف (سلك) و إبراهيم الشيخ و تيسير النوراني و فيصل محمد صالح و مريم الصادق و يوسف الضي بشارة و نصر الدين مفرح.
نادوا بالحرية و الديمقراطية فاحتكروا كل شئ حتی التظاهرات و شكلوا محاكم تفتيش لا يتولاها قضاة و سجنوا الأبرياء و مات منهم من مات في حبسهم.
كان هذا مجد اللساتك و اليوم يبشر البرهان بمجد البندقية و قد علمها و عايشها كل الشعب السوداني و رأينا الجموع تشارك في الحرب و لا تضم الحكومة قادة الأحزاب.
رأينا البرهان و قادة الجيش في الشوارع و المناسبات لم يتولوا الوزارات و لا رئاسة مؤسسات الحكم .
رأينا قادة الجيش يستمعون إلى قادة الأحزاب و الزعماء و نظار القبائل و قادة النقابات .
رأينا الجيش يحرر المواطنين من بندقية حلفاء صمود و كان الجنود هم من يطعم و يسقي من أطلقهم من يد الأوباش .
عرف الناس الجيش و البندقية عيانا و معايشة و كانت أرحم و أكثر ديمقراطية من تقدم و قحت .
صدق الرئيس البرهان عندما قال أمس إن الحرب علمتنا أن المجد ليس للساتك بل للبندقة .
من التجربة عرف الشعب السوداني أن البندقية هي الأمان و ليس اللساتك .
الذين جلسوا في مقاعد المتفرجين و التمرد يفتك بالبلاد و بالشعب ليسوا هم من يؤتمن علي البلاد و لن يجدوا شعبا تخدعه أكاذيبهم و سيرون أن الشعب هو من سيحول بينهم و الحكم لأنهم لم يحسنوه عندما نالوه و سيمنع عنهم السلطة لأنهم عندما جلسوا علي كراسيها حولوها لأداة باطشة طائشة .
الحرب وحدت الشعب و مكنته من الوقوف بقوة و صلابة مع البندقية و مع من يريده في الحكم و لم يعد الناس يخشون انفراد الجيش بالسلطة و يثقون أنه سيردها لهم حال إكماله مهام المرحلة .
مجد الشعب و مجد البندقة هو نهاية نهابي الثورات و أصحاب الشعارات الكاذبة و باعة الوطن للخارج و لبندقية التمرد الباطشة .