تقارير

السودان.. ارتفاع أسعار خراف الأضاحي ومبادرات مجتمعية لاحياء العادات

القضارف – طلال اسماعيل – المحقق

على الرغم من ارتفاع أسعار الخراف مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، الإ أن أسواق المواشي تشهد اقبالا على الشراء، رغم ظروف الحرب التي طالت ولايات السودان عقب تمرد مليشيا الدعم السريع ومحاولته السيطرة على السلطة بالبلاد في منتصف أبريل من العام الماضي.
في سوق الكودة، جنوب مدينة القضارف تتفاوت أسعار الخراف مابين 300 ألف جنيه إلى 400 ألف جنيه سوداني للمتوسط ، بينما تبلغ أسعار الخراف الكبيرة حوالي اكثر من 500 ألف جنيها، فيما تبدأ أسعار اناث الضأن من ألف 150 إلى200 ألف جنيها.
وشهدت أسواق ولايات سنار، نهر النيل، والبحر الأحمر كسلا ارتفاعاً كبيراً في أسعار المواشي خلال شهر يونيو ، ما يشير إلى ارتفاع سعر الأضاحي لهذا العام إلى أرقام كبيرة مقارنة بالعام السابق. وتراوح سعر الخراف المتوسطة 300 ألف جنيها إلى 500 ألف جنيها.

رؤية فقهية
وتصاعد جدل فقهي حول الحكم الشرعي في (الأضحية) لأهل غزة في فلسطين والسودان،وليس لهم قدرة مالية على دفع ثمنها وأن قيامهم بهذا الفعل صار عادة من عادات المجتمع الذي يقدم أفراد منه إلى ذبح ما تيسّر لهم من بهيمة الأنعام.
وقال مجمع الفقه الإسلامي السوداني :”الأضحية عبادة ربانية وهدي نبوي شريف ويختار المجمع في حكمها الشرعي أنها سُنة مُؤكدة وهو قول الجمهور؛ وعليه يُناشِد المُسلِمين الذين لايَملِكون ثمنَها في بلادِنا وخارجِها بتركِ التشدد، وعدم تكليف النفس فوق طاقتها بشراء الأضحية في هذا الحال الصعب الذي يمرُ به غالبُنا في ظل هذه الحرب قال تعالى (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا).
وتابع :”نناشِد مَنْ وسَّع الله عليه في رزقِه فوجد عنده فضل أضحية أن يتفقد أقاربه وأهل حيِه وبلدِه فيدفع لهم أضاحي حية، وفق ما يتيسر من الأنعام من الضأنٍ والماعزٍ والبقرٍ والإبل، وهو من صور التعاون على البرِ والتقوى ،وان يقوم المُضَحُون بالإكثار من التصدق من لحم الأُضْحية والإهداء أكثر مِنْ ذي قبل للحاجة الماسة التي يعيشها الناس في ظل هذه الحرب،ونُناشِدهم التقليل من ادخار اللحوم”
وناشد مجمع الفقه المواطنين بتكوين لجان لاستقبال لحوم الأضاحي لتوزيعها على المُحتاجِين ومراكز النازحين وارتكازات الجيش ومن يسنده من المُتطوعين المُرابِطين على الثغور.

وقال عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية ا. د. عبدالرحمن إبراهيم زيد الكيلاني :”يجوز للمسلم أن يوكل غيره أن يضحي عنه في بلد غير البلد الذي يقيم فيه وأن توزع الأضحية على فقراء خارج بلده إذا كانوا في حاجة لذلك، كما هو الحال في اهل غزة او السودان الذين يعانون الحرب والمجاعة حيث يجوز أن يضحى في البلاد التي تكون فيها أثمان الأضاحي بأسعار مقدور عليها ثم توزع على فقراء البلاد الذين يحتاجون إلى إمدادهم بالطعام نظراً لحاجتهم الشديدة إلى ذلك.”
وتابع :”وإن من المقرر عند جمهور الفقهاء أن الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها فهي مندوب إليها وليست واجبة ولا يؤثم تاركه”.

مبادرات
وتعول الأسر السودانية على أبنائها المغتربين في توفير احتياجاتها المعيشية بعد أن فقدت مدخراتها بسبب انتهاكات مليشيا الدعم السريع، بخلاف المبادرات المجتمعية التي اطلقها ناشطون وناشطات لتوفير الخراف في مراكز الايواء وللنازحين في بيوت الايجار.
الناشطة المجتمعية وضاحة أزهري من ولاية سنار قالت :” لدينا مبادرة العيد للضيوف الموجودين في الدور والمدارس و في مراكز الايواء في محلية السوكي ،بالتواصل مع مدير الرعاية الاجتماعية لتوفير خراف الأضاحي ان شاءالله ل ٣٠ أسرة في مراكز الايواء، أسعار الخراف في محلية السوكي تتراوح أسعارها مابين 200 و300 الف جنيه سعر الخروف بينما يبلغ سعر العجل 500 الف جنيه”.

استغلال
لكن عثمان الفاتح من حلفا الجديدة دعا جهاز المخابرات العامة للتدخل في تحديد أسعار الخراف.

وقال :” أناشد جهاز الأمن والمخابرات والأمن الإقتصادي في حلفا الجديدة في موضوع غلاء أسعار الخراف وفي هذه الأيام المباركة هنالك قلوب لا تعرف الرحمة، من جشع و تنكيل و بالمواطنين، أسعار لا تمت للتجارة بصلة بدون أي رادع و مساءلة و مراقبة”.

وتابع :” أطالب من حماة الأمن والمخابرات والأمن الإقتصادي انا شخصي الضعيف ان تتحركوا و لحسم الفوضى”.

عادات سودانية
وعلى الرغم من الأحزان التي خلفتها مليشيا الدعم السريع في قلوب السودانيين، إلا ان هنالك اصرار على اثراء قيمة التكافل الاجتماعي، وتناول اللحوم بأنواعه المختلفة (الشية، المُحمَّر، الضلع، والدمعة)، في صواني تضم النازحين مع الأسر التي تُحضِّرُ المرارة، والكمونية، وهي عبارة عن أمعاء الخروف ومعدته؛ و(المرارة) التي تتكون من الرئتين والكبد والمعدة، وتُؤكَل (نيئة) بعد إضافة البصل والشطة والليمون ومعجون الفول السوداني (الدكوة)، إضافة إلى (الأتَّي) أو (العتاقة) وهي المرارة الصفراء الملتصقة بكبد الخروف. وتعتبر اللحوم النية من الوجبات القديمة في المطبخ السوداني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى