
القاهرة – المحقق – صباح موسى
قلل الدكتور محمد شريف جاكو القيادي البارز بجبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (فاكت)، من أهمية التصريحات التي أدلى بها مؤخراً سفير تشاد السابق بالقاهرة الأمين الدودو عبد الله التي هاجم فيها الشيخ موسى هلال.
وقال جاكو العضو المؤسس في (فاكت) أكبر تجمع للحركات المسلحة المعارضة في تشاد في تصريحات خاصة لـ “المحقق” إن هذا الرجل المدعو الدودو يتحدث عن مكوّن معين في تشاد، ولا يمثل كل المكونات، مبيناً أن الدودو قد تربي في ليبيا، وأنه من أنصار القذافي، ولديه وهم القومية العربية في أفريقيا، مضيفاً أن الدودو يرى في الدعم السريع فرصة أخيرة في جمع عرب الشتات، ولذلك انزعج من حديث موسى هلال الذي اعتبره قاصمة لظهر هذه الفكرة.
وتابع جاكو إن الدودو رجل براجماتي يبحث عن مصالحه، وأنه فشل كسفير في القاهرة، وتم سحبه فوراً بعد مقتل إدريس ديبي بطريقه وصفها بـ “المهينة”، وأنه يبحث عن مكانة وسط المكون العربي، مستنكراً حديث الدودو عن تبنيه لحرب الدعم السريع وقوله “نكون أولا نكون”، وقال ليس من حقه الحديث بهذه الطريقة، لكنه يحاول أن يكون ناطقاُ باسم عرب الشتات، مؤكداً أن اتهام المعارضة التشادية في عمومها بأنها تدعم الدعم السريع أمر غير دقيق.
وأصاف جاكو إن المعارضة التشادية أعداد كبيرة وفيها مكونات متنوعة، ولها مواقف مختلفة تجاه ما يجري في السودان أو غير السودان، مضيفاً ربما هناك بعض المكونات في بعض حركات المعارضة تؤيد الدعم السريع كما هناك بعض حركات دارفورية تؤيد النظام في تشاد منذ أكثر من ثلاثين عاماً بدوافع قبلية وامتدادات أثنية، وتابع أن التشاديين عانوا ويعانون من دعم بعض الحركات الدارفورية للنظام التشادي منذ عام 2003 إلى يومنا هذا، ولا أحد في تشاد يقول إن كل معارضي دارفور في السودان يدعم النظام الفاسد في تشاد، بينما البعض في السودان يتهم كافة المعارضة التشادية بدعم الدعم السريع، بسبب أن بعض الأفراد في تشاد يتعاطفون مع الدعامة لأسباب قبلية وعرقية وإثنية.
واتهم جاكو النظام التشادي بالتورط في حرب السودان، وقال إن الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ليست لديه خبرة ولا دراية بشؤون الحكم، وأن فرنسا والإمارات تتحكمان فيه بشكل كبير، وذلك لأطماع باريس وأبوظبي في السودان، مشيراً إلى حديث الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في مؤتمر دعم الشؤون الإنسانية بالسودان الذي عقد مؤخراً في باريس، وعدم دعوته للحكومة السودانية بمبرر أنها غير شرعية، مؤكداً أن هذا تصريح خطير، وأنه تدخل كبير في الشأن السوداني، وقال جاكو إن ماكرون الذي يتحدث عن عدم شرعية الحكومة في السودان، يقف ويدعم محمد إدريس ديبي والذي جاء بانقلاب صريح في انجمينا، متهماً أبوظبي بالتعاون مع ديبي في توصيل الإمدادات العسكرية واللوجستية للدعم السريع، وقال إن ديبي الإبن غيَّر موقفه من الحرب في السودان، بعد استدعاء الإمارات له ورشوته بملايين الدولارات، متسائلاً لماذا قامت الإمارات بإنشاء مستشفى ميداني في مدينة ” أم جرس” على وجه الخصوص، والتي تبعد 600 كيلومترا وسط الصحراء عن مدينة “أدري” التي يوجد بها مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين، وقال لو كانت الامارات ترغب فعلاً في مساعدة هؤلاء اللاجئين لكانت أنشأت هذا المستشفى في مدينة “أبشي” مثلاً، والتي تبعد 200 كيلومتر فقط عن أدري، مضيفاً أننا نعلم جيداً أن الإمارات توصل الأسلحة والدعم اللوجستي للدعم السريع عن طريق مطار أم جرس، وأنها تنقل منه جرحى الدعم السريع للعلاج خارج السودان ، موضحاً أن الإمارات بالتعاون مع حفتر ساعدت في محاربة المعارضة التشادية في جنوب ليبيا، وطلب حفتر منهم مغادرة البلاد، وأنها خرجت بالفعل واستقرت في النيجر، لافتاً إلى أن ديبي يحتاج إلى مال الإمارات من أجل البقاء في الحكم، وقال إن الرئيس التشادي لو كانت لديه رؤية استراتيجية للمصالح التشادية لما فعل ذلك، فالعلاقات التشادية السودانية متداخلة ولا تتحمل أبدا هذا التدخل الذي يضر بأمن واستقرار تشاد، مؤكداً أن جبهة الوفاق من أجل التغيير في تشاد (فاكت) ليس لها أي مصلحة في استمرار الحرب في السودان، وقال لن نتدخل في أي صراع سوداني سوداني، ولن نكرر أخطاء الحركات الدارفورية وتدخلها في الشأن التشادي، مجدداً التأكيد على أن التشاديين الذين يحاربون مع الدعم السريع هم من العرب الذين يبحثون عن المال، ويحاربون للامتدادات القبلية بين البلدين، وأنهم حاربوا مع الدعم السريع من قبل في اليمن.
وكان السفير التشادي السابق بالقاهرة الأمين الدودو عبد الله قد هاجم قبل أيام موقف الشيخ موسى هلال الزعيم القبلي المعروف في دارفور بدعمه للقوات المسلحة السودانية ضد مليشيا الدعم السريع، معتبراً أنه ربما سيسجل التاريخ في صفحات المجد العربي بالمنطقة، أنه ما من أحد في العصر الحديث قد طعن العرب بخنجر خذلان العار مثل ما فعل الشيخ موسى هلال عبدالله بمثل هذا الموقف الذي ليس فقط نتألم منه نفسياً، بل سيظل عاراً في المواقف من أحد قيادات العرب وقال إننا يا شيخ موسى هلال لسنا كما وصفتنا أنت(مرتزقة)، بل نحن أهل النجدة والفزعة، نحن الذين لا ولن نتلقى نعي موت إبن العم ونحن جلوس لا يتحرك ساكننا، بل نحن أهل الفزعة بالأفعال لا بالأقوال.